منتديات شباب التياها بنى هلال
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب الى الانضمام الى اسرة منتدى التياها سنتشرف بتسجيلك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات شباب التياها بنى هلال
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب الى الانضمام الى اسرة منتدى التياها سنتشرف بتسجيلك
منتديات شباب التياها بنى هلال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» دعوة عامة للزوار والاعضاء
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 02, 2013 11:03 pm من طرف Admin

» احـذر أن تنقـطع (1)
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الخميس مايو 02, 2013 2:22 am من طرف محمد

» إحذر أن تنقطع
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الخميس مايو 02, 2013 2:20 am من طرف محمد

» رجعنا من جديد
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الأربعاء يناير 02, 2013 6:34 am من طرف Admin

» تصميم توقيع بالفلاش صوت وصورة
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:30 pm من طرف محمد التيهي التياها

» وزراء جدد فى الحكومة المصرية
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الخميس أغسطس 02, 2012 9:19 pm من طرف محمد

» معلمة سالوها لماذا لم تتزوجي .. ؟
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 01, 2012 11:16 pm من طرف محمد

» شات الموقع
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الجمعة يوليو 20, 2012 10:55 pm من طرف Admin

» ملعقتا زيت زيتون يومياً تقيك من أمراض القلب
 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  Icon_minitime1الخميس يونيو 21, 2012 12:23 pm من طرف محمد

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 180 بتاريخ السبت سبتمبر 28, 2024 1:26 am

الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

خبر الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية

مُساهمة من طرف حبيبه الخميس أكتوبر 07, 2010 3:16 pm


الفصل الأول
مقدمات علم التجويد

أولاً: تعريفه:
التجويد لغة: مصدر جوَّد يجوّد، يقال: جاد الشيء جودة فهو جيد، وأجاد الرجل وجوًّد، وجوداً فهو جواد .
والتجويد يعني انتهاء الغأية في الإتقان وبلوغ النهأية في التحسين.
وعلم التجويد هو العلم الذي يبحث في كيفيات نطق الحروف والعنأية بمخارجها وصفاتها وما يعرض لها من أحكام وما يتعلق بذلك وقفاً وابتداءً ووصلاً وقطعاً.
وغأيته بلوغ أفضل درجات إتقان التلاوة وتحسين القراءة.
وقد دارت تعريفات العلماء السابقين للتجويد حول هذا المعنى. قال الداني (ت 444هـ): "هو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها ورد الحرف من حروف المعجم الى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظسره وشكله، وإشباع لفظه، وتمكين النطق به على صيغته وهيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا فرط ولا تكلف" .
وقال العطار (ت569هـ): "إن تجويد القراءة وتحبيرها هو تصحيح الحروف وتقويمها، وإخراجها من مخارجها وترتيبها مراتبها، وردها الى أصولها، وإلحاقها بنظائرها من غير إفراطٍ يؤدي إلى التشنيع، ولا نقصان يفضي إلى التضييع، بل ملاحظة الرفق والسهولة، ومجانية الشدة والصعوبة، ومتى ما أخل بشيءٍ من وصفها فقد أزالها عن حدها ورصفها" .
وقال المرعشي (ت1150هـ): "هو علم يبحث فيه عن مخارج الحروف وصفاتها، وقد يطلق فيه على إعطاء الحروف حقوقها من المخارج ومستحقها من الصفات" .
من خلال هذه التعريفان يمكن القول في تعريف التجويد أنه: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجاً وصفة وفقاً وابتداءً من غير تكلف ولا تعسف .
ولا بد للمتعلم التجويد بعد إتقان نخارج الحروف وصفاتها، من التعرف الى ما يتجدد لها من الأحكام بسبب التركيب، ورياضة اللسان بذلك وكثرة التكرار، حتى يصل الى درجة الإتقان.


ثانياً: تاريخ التأليف في التجويد:
بدأ ظهور علم التجويد مستقلاً بمسائله وحدوده ومعالمه في حدود القرن الرابع للهجرة لكن التأليف في التجويد سابق على ذلك وإن لم يكن بشكل متخصص، فمن أقدم ما ألف في هذا
العلم وأشار الى بعض مسائله (رسالة في الإضغام الكبير) لأبي عمرو بن العلاء البصلأي (ت154 هـ) ثم أرجوزة في تلاوة القرآن لقالون المدني (ت220هـ) .
وكان علم التجويد يدرس من قبل ذلك مع القرآن الكريم مشافهةً فيتلقى التلميذ القرآن من شيخه ويقرؤه عليه مرةً بعد مرةٍ الى أن يتقن القراءة ويضبط الآداء.
وكان أول تأليف مستقل في علم التجويد يرجع الى بدأيات القرن الرابع الهجري، وهو قصيدة رائية لأبي مزاحم الخاقاني (ت325هـ)، وقصيدته مكونة من واحدٍ وخمسين بيتاً ذكر فيها عدداً من موضوعات التجويد، وكان لها أثر في جهود العلماء اللاحقين من خلال استشهادهم بأبياتها أو معارضتهم لها أو شرحهم لمعانيها. ولم يستخدم أبو مزاحم كلمة (التجويد) في قصيدته ولكنه استخدم كلمة حسن الأداء وما اشتق منها، فقال:


أيا قارئ القرآن أحسن أداءهُ
وقال:
فقد قلت في حسن الأداء قصيدةً

وعدم استخدامه لكلمة (التجويد) يشير الى أن هذا المصطلح لم يكن مشهوراً حينذاك وإن كان بعض العلماء في ذلك الوقت قد استخدمه . كما روى الداني بسنده الى ابن مجتهد (ت324هـ) أنه قال: "اللحن في القرآن لحنان: جلي وخفي، فالجليّ لحن الإعراب، والخفي ترك إعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه" .
ثم ألف السعيدي علي بن جعفر (المتوفى حوالي 410هـ) كتابه التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي، وكتابه اختلاف القراء في اللام والنون .
ثم تتابع التأليف في علم التجويد: فألف مكي بن أبي طالب القيسي (ن 437هـ) كتابه (الرعأية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة) . وألف الداني (ت444هـ) كتابه (التحديد في الإتقان والتجويد) وعدداً من الكتب منها (شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني). وألف أبو الفضل الرازي (ت454هـ) كتاباً في التجويد، وألف عبد الوهاب القرطبي (ت462 هـ) كتابه (الموضوع في التجويد) .
وقد أحصى الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه: "الدراسات الصوتية عند علماء التجويد" ما يزيد على مائة كتاب ورسالة في علم التجويد، منهاما هو مخطوط ومنها ما هو مطبوع ورتبها من بدأية التأليف حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري بحسب وفاة مؤلفيها .
ثالثاً: حكم التجويد:
للتجويد جانبان؛ نظري وعملي، فالنظري يعني معرفة أحكام علم التجويد وقواعده وحفظها وفهمها، وحكم هذا الجانب أن تعلمه فرض كفأية كسائر العلوم التي يحتاج إليها المسلمون، وهو من علوم الآلة أو الوسيلة.
والعملي يعني تطبيق القواعد التجويدية النظرية في أثناء تلاوة القرآن . وحكم هذا الجانب: الوجوب العيني على كل قارئ للقرآن، ويمكن تحصيل هذا العلم بطريقتين: الروأية والدرأية، وفيما يلي بيانهما:
1- طريقة الروأية: وتكون بالعرض أو بالتلقين أو بكلا الأمرين، ومعنى العرض: أن يقرأ الطالب على الشيخ، ومعنى التلقين: أن يقرأ الشيخ أمام الطالب ثم يعيد الطالب ما قرأه الشيخ عليه. والجمع بين الأمرين أولى.
فإذا أخذ القارئ عن شيخه عن تلاوة القرآن، وتدقيق حتى صار حافظاً لها عارفاً بأحوالها روأية أمكنه أن يتلو القرآن وأن يكون ماهراً به، ويخشى عليه النسيان مع تطاول الزمان.

2- طريقة الدرأية: وهي أن يلم بأحكام التجويد النظرية دراسة ومعرفة ثم يبدأ بتطبيقها على أيات القرآن الكريم، ففإن نسي شيئاً رجع الى القاعدة فصحح قراؤته بناءاً عليها ولا بد له أيضاً من التلاوة على شيخ متقن حتى يبلغ الغأية في الكمال ويجمع بين الروأية والدرأية.
قال ابن الجزري: "ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة، المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها الى غيرها، والناس في ذلك بين محسن مأجور ومسيءً آثم، أو معذر، فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربي الفصيح، وعدل إلى اللفظ القاسد العجمي أو النبطي القبيح استغناءً بنقسه واستبداداً برأيه وحدسه واتكالاً على ما ألف من حفظه واستكباراً عن الرجوع الى عالمٍ يوقفه على صحيح لفظه، فإنه مقصر بلا شك وآثم بر ريب... أما من كان لا يطاوعه لسانه، ظاو لا يجد من يهديه الى الصواب بيانه، فإن الله لا يكلف نفساإلا وسعها...." .

رابعاً: اللحن:

معناه في اللغة: الخطأ في الإعراب ومخالفة وجه الصواب في النحو، ويقال ألحن إذا أخطأ . ومعناه عند علماء التجويد: الخطأ في القراءة والإنحراف فيها عن الصواب، وهو نوعان: جليّ أي ظاهر واضح، وخفيّ. وفيما يلي بيانهما:
1- اللحن الجلي: إذا أخطأ القارئ بتغيير حركة إعراب أو بناء أو إبدال حرف مكان حرق نحو "الظالين" بدل "الضالين"، و "أنعمتُ" مكان "أنعمت" سواء أغير المعنى أم لم يغيره فهذا هة اللحن الجلي الذي يأثم متعمده، ويأتي القارئ به إن كان قادراً على التعلم، فاللحن الجلي: حرام شرعاً ومرتكبه آثم.
2- وهذه صور اللحن الجلي التي يقع قيها القارئ غالباً، ويجدر التنبيه عليها ليتجنبها:
1- إبدال حرف بحرف كأن يجعل السين صاداً في نحو: "يسطُونَ"، والزأي سيناً في نحو "الرِّجزُ".
2- إسكان المتحرك نحو: "*قَالَ سنَنَظُرُ أصَدَقتَ" [النمل:27] و "قالَ يَاأَبَتِ إفعَل مَا تُؤمرُ" [الصافات:102] فبعض المتعلمين يسكنون الراء في (سننظر) و(تؤمر)خطأ.
3- تحريك الساكن نحو: "أنعَمتَ" بتحريك النون بالفتح، و"الرحمان" بتحريك الحاء بالفتح.
4- إشباع الحركة بحيث يتولد منها حرف مد، نحو: "ثُمّ" فيمدها (ثومَّ).
5- حذف حرف المد نحو: "رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ" [الأعراف:122] إذا قرأها "رب موسَ وهارون"ـ بحذف الألف بعد السين.
6- تخفيف المشدد كأن يقرأ: "أياك نعبد" بدل "أياكَ نَعبُدُ".
7- تشديد المخفف كأن يقرأ "لاغيَّة" بتشديد الياء، ومن قوله تعالى: "لاَّ تَسمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً"[ الغاشية:11]ـ أو تشديد ياء (صاحبي) من قوله تعالى: "يَاصَاحِبَيِ السِّجنِ". [يوسف:41].
8- إبدال حركة بحركة نحو: "أنعمتُ" بضم التاء بدلاً من "أَنعَمتَ" بقتح التاء، ونحو: "الرِّضاعة" بكسر الراء بدلاً من "الرَّضَاعَةَ" بفتح الراء.

9- زيادة حرف أو أحروف أو كلمة أو كلمات.
10- حذف حرف أو أكثر، وحذف كلمة أو أكثر. ويكثر الوقوع في زيادة الحروف والكلمات أو حذفها ممن يقرأ من حفظه وهو غير متمكن من الحفظ، ومن المبتدئين وأمثالهم. ومن الأمثلة عليه حذف الواو من أول الأية، نحو قوله تعالى: "وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلائَكَةِ إنّي جَاعلٌ فِي الأرض خَليفَةً" [البقرة :30] وحذف (لكم) من قوله تعالى: "أَلَم أَقُل لَّكُم إنّي أَعلَمُ غَيبَ السَّماواتِ وَالأَرَِ" [البقرة 33]. وزيادة "منها جميعاً" بعد "اهبِطوا" من قوله تعالى "وَقُلنا اهببطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ" [البقرة:36] وزيادة الواو قبل قوله تعالى: "إتَّ لَلمُتَّقينَ مَفّازًا" [النبأ :31].
11- إدغام اللام في بعض الحروف القمرية كالجيم في نحو: "الجَنَّةَ، الجَمَلُ، الجَحَيم".
2. اللحن الخفي: ويكون إذا أخطأ القارئ في أحكام التجويد كترك غنةٍ أو مدًّ أو إدغام ونحو ذلك والقارئُ محاسبٌ ومؤاخذ به إذا كان قادراً على التعلم والإتقان.
وهذا اللحن درجات فمنه ما هو خفي كما مثلنا، ومنه ما هو أخفى كاللحن في بعض دقائق التجويد كإنقاص درجة الغنة أو التفخيم عن حدها الدقيق، وقد لا ينتبه لهذا اللحن إلا من كان مقرئاً ضابطاً متقناً، وكلما ترقى القارئ في طلب هذا العلم اتضحت له دقائق المسائل وصار أقدر على الضبط والإتقان مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع الشفرة الكرام البررة..." .
وحكم اللحن الخفي: أنه مكروه، وقيل: حرام لأنه يخل بالأداء الصحيح، ويمكن تقسيمه الى درجتين فإن كان يترك حكم ظاهر كان محرماً، وإن كان بترك حكم دقيق كان مكروهاً، بخلاف اللحن الجلي فإنه محرم قطعاً.
خامساً: أدلة وجوب التجويد:
سبق أن ذكرنا أن حكم التجويد العملي هو الوجوب العيني على كل من يريد قراءة القرآن الكريم أو شيء منه، وهذا الحكم له أدلته من القرآن والسنة والإجماع.
- أما من القآن فقوله تعالى:"وَرَتّل القرآن ترتيلاً": أي بين كلمة زاحدة بعد أخرى، من قولهم: ثغرّ رتَلٌ، إذا كان بين الأسنان غير متراكبها" .
وقال ابن كثير (ت744هـ) في معنى الأية: "اقرأه على تمهُّل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره... وقالت حفصة رضي الله عنها في وصف قراءة النبي صلى الله عليه ةسلم: "وكان يقرأ السورة فيرنلها حتى تكون أطول من أطول منها" . وفي صحيح البخاري عن أنسً أنه سُئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كانت مداً، ثم قرأ "بسم الله الرحمان الرحيم"، يمد ببسم الله ويمد بالرحمان ويمد بالرحيم" ، وعن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان يقطع قراءته أية أية..." . "ورتل" فعل أمر، وهو هنا للوجوب لأن الأصل في الأمر أن يكون للوجوب ما لم تصرفه عنه قرينة، ولم توجد قرينة هنا تصرفه عن الوجوب إلى غيره فيبقى على الأصل وهو الوجوب .
- وأما الدليل من السنة، فعن أبن مسعود رضي الله عنه "أنه كان يقرئ رجلاً القرآن فقرأ الرجل: "*إنما الصدقات للفقراء والمساكين" [التوبة :60] مرسلة ، فقال: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الرحل: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن فقال: أقرأنيها: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" فمدها" .
- وأما الدليل من الإجماع فقد أجمعت الأمة من عهد نزول القرآن الى ةقتنا هذا على وجوب قراءة القرآن قراءة مجودة سليمة من التحريف، بريئة من الزيادة والنقص، كراعى فيها ما يجب مراعاته في القراءة من القواعد والأحكام، لا خلاف بين المسلكين على ذلك .
وإن نقل القرآن بحروفه وحركاته وسكناته وهيئاته ومدّه وإدغامه على مر العصور ليؤكد اتفاق المسلمين من عهد الصحابة ومن بعدهم الة يومنا هذا على قراءة القرآن الكريم مرتلاً مجوداً، ولا شك أن الصحابة قد قرؤوه بهذه الصورة تلقياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعظم علماء التجويد على أن المقصود والواجب هنا: الواجب الشرعي وهو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه وأن من يخل بأحكام التلاوة آثم شرعاً مرتكب لمحرم، وذهب عدد من العلماء الى أن المحافظة على جوهر اللفظ القرآني ومراعاة الحركات واجب شرعي، وإن مراعاة أحكام التجويد من مد وإدغام وتفخيم ونحوها واجب صناعي، لا يأثم تاركه ولكنه يعَّنف ويعِّر على ذلك.

سادساً: فضل تلاوة القرآن:
جاء في تعريف القرآن الكريم أنه (متعبد بتلاوته) وهذا يعني أن تلاوة القرآن الكريم عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى.
وقد جاء الأمر بتلاوة القرآن الكريم في أيات كثيرة منها قوله تعالى: "اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقِمِ الصَّلاة"[العنكبوت:45] وقوله: "إنما أمِرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين، وأن أتلو القرآن" [النمل:91-92] وقوله: "فاقرؤوا ما تيسر من القرآن" [المزمل:20].
وجاء في فضل تلاوة القرآن الكريم أيات كثيرة كقوله تعالى: "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما روقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور". [فاطر:29-30].
أما الأحاديث الواردة في فضا تلاوة القرآن فهي كثيرة جداً، وهذا الباب قد ألفت فيه عشرات الكتب التي جمعت ما ورد من الأحاديث والروأيات وبوّبتها، فمن ذلك كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت224هـ) وفضائل القرآن للنسائي (ت303 هـ) وفضائل القرآن وتلاوته لأبي الفضل الرازي (ت454هـ) وفضائل القرآن لأبن كثير (ت774هـ) وغيرها.
وفيما يلي بعض الأحاديث الواردة في فضل تلاوة القرآن الكريم والحث عليها والترغيب فيها وبيان أجر المقبلين عليها.
1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر أية كنت تقرأها" .
2- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وافشوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من المخاض في العقل .
3- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" .
4- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة إن عاهد عيها أمسكها وإن أطلقها ذهبت" .
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به" .
6- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: "لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود" .
7- عن أبي سعيد الخدري: "أن أسيد بن حضير رضي الله عنهما بينما هو ليلةً يقرأُ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضاً، فقال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى – أي ابنه- فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في نربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفت، وكان يحيى قريباً منها خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم" .
8- عن أبي موسى الأشعري رضي اللع عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعنها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعنها حلوٌ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريحٌ وطعمها مرّ" .
9- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البرة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌ له أجران" .
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظامٍ سمان؟ قلنا: نعم. قال: فثلاث أياتٍ يقرأ بهن أحدكم في صلاته خيرٌ له من ثلاث خلفات عظام سمان" .
11- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطحانَ أة الى العقيق فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوِيْنِ في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد قيعلم أو يقرأ أيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل" .
12- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين اليقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيأيتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فأن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيع البطلة". قال نعاوية (أي ابن سلام أحد رواة الحديث) بلغني أن البطلة: السحرة .

سابعاً: آداب التلاوة:
ألف العلماء السابقون كتباً كثيرة في آداب تلاوة القرآن الكريم، بينوا فيها بالتفصيل سمت القارئ والهيئة التي يكون عليها قبل التلاوة وبعدها وفي أثنائها، ومن أشهر هذه الكتب كتاب أخلاق حملة القرآن لأبي بكر الآجري (ت360هـ) وكتاب التمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء العطاري (ت560هـ)، وكتاب التبيان في آداب حملة القرآن لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت676هـ)، وهو أجودها لجمعه واستيعابه وترتيبه واختصاره.
وسنذكرها ها هنا نبذة من أهم آداب التلاوة حتى يكون القارئ على بينةٍ من أمره فيلتزم هذه الآداب كلما أقبل على القرآن الكريم تالياً ومتدبراً.
أ‌- الآداب التي يراعيها القارئ قبل التلاوة:
1- بستحب للقارئ قبل البدء بالتلاوة أن يتطهر وأن يختار مكاناً طلهراً ويلبس ثياباً طاهرة ساترة للعورة.
2- يسنّ له أيضاً أن يتسوَّك وينظف فمه وأسنانه، لأن الفم طريق خروج الكلمات والحروف، وفي تنظيفه إرضاء للرب سبحانه وتعظيم للقرآن، وقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه كان يحث على السلوك ويأمر به ويقول: "إن الرجل إذا قام يصلي دنا الملكُ منه يستمع القرآن فما يزال يددنو منه حتى يضع فاه على فيه، فما يلفظ من أيةٍ إلا دخلت في جوفه" .
3- يحسن أن يختار القارئ مكاناً بعيداً عن الشواغل، حتى يكون ذلك أجمع لذهنه وأبعد عن التشويش والإنشغال.
ب‌- الآداب التي يراعيها القارئ أثناء التلاوة:
1- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله سبحانه: "فَإِذا قَرَأَتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" [النحل:98] والمقصود: إذا أردت القراءة فاستعذ...
2- أن براعي في تلاوته إتقان القراءة وأحكام التجويد، فيمد عند المدّ وبدغم عند الإدغام وهكذا، لقوله سبحانه وتعالى: "ورتل القرآن ترتيلاً" [المزمل:4]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة..." ، وهذا الحكم إنما ذكرناه هنا مع أنه من جملة الواجبات، تأكيداً على أهمية التزام القارئ به، إذ أن كثيراً ممن يقرؤون القرآن لا يراعون أحكام تجويده، وكأنهم يقرؤون في أي كتابٍ أو صحيفة.
3- أن يتدّبر اللأيات التي يقرؤها ويتفكر في معانيها، وقد جاء الأمر بتدبر القرآن في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: "كِتابُ أَنزَلناهُ إِليكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا أياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُلُوا الأَابابِ" [ ص:29].
4- أن يتأوَّل القرآن، بمعنى أن يتفّذ ما فيه من أوامر في أثناء القراءة، فإذا مرَّ بتسبيح سبّح، وإذا مرَّ بالستغفارٍ استغفر، أو بذكر الجنةِ سأل الله الجنة أو بذكر النار استعاذ بالله من النار.
5- أن يراعي سجدات التلاوة فيسجد كلما مرت به أية منها.
6- أن يحسّن صوته بالقرآن، ويتغنّى به، وكلما أكثر المرء من القراءَة والجهر بها كان أقدر على تحسين صوته وتزيينه.
7- أن يراعي في ترتيله مراتب القراءة وهي التحقيق والتدوير والحدر بحيث يطبق الأحكام في كل مرتبة منها.
8- لأن يقرأ الفاتحة وأول خمس أيات من سورة البقرة عندما يختم القرآن ثم يدعو الله سبحانه فإن له دعوة مستجابة.
ج- آداب عامة تتعلق بالتلاوة:
1- أن بعمل بالقرآن ويتخلق بأخلاقه.
2- أن يحافظ على سمت أهل القرآن بكثرة الذكر وطول الفكر وقلة اللغو والحرص على العبادة والطاعة.
3- أن يحرص على تعليم القرآن وتبليغ أياته للناس لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو أية" .
4- أن يحرص على إتقانه وضبطه، وقد روى عن الشافعي رحمه الله (ت 204 هـ) أنه قال: "من تعلّم علماً فليُدقّق فيه" .
5- أن يكون له ورد يومي من القرآن بحيث يقرأ جزءاً على الأقل في كل يوم حتى يختم في كل شهر مرة، وكلما زاد كان أفضل.
6- أن يكون بالقرآن فيقرأ في صلاة الليل ما تيسر حتى يحافظ على هذه السُّنة.
7- أن يحرص على حفظ ما يستطيعه من القرآن الكريم، وأن يتعاهد القرآن مخافته نسيانه.
8- إذا فاته حزبه من الليل فليقرأه ما بين طلوع الشمس الى الظهر.
9- أن يحفظ بطنه عن أكل الحرام، ولسانه عن لغوِ الكلام، ويدهُ عن تناول الحُطام، وقدمه عن السعي في الآثام .
ثامناً: أركان القراءة:
للقراءة ثلاثة أركان لا بد من توفّرها لتكون القراءة صحيحةً مقبولة، وإذا اختل أحد هذه الأركان صارت القراءة شاذةً مردودة. وهذه الأركام هي:
1- موافقة اللغة العربية ولو بوجهٍ من الوجوه، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين ولا بد أن تكون قراءته موافقة للسان العربي.
ولا يوجد في القرآن كلمة واحدة تخالف اللغة العربية، ومن الأمثلة على موافقة أحد أوجه اللغة، لفظ "ضَعفٍ" [الروم:54] حيث يقرأ بفتح الضاد وضمها، وكل قراءة منها توافق وجهاً من الوجوه في اللغة، ولفظ فَأَطَّلِعَ) من قوله تعالى "لَّعَلّي أَبلُغُ الأسبَابَ أَسبَابَ السَّمواتِ فَأَطَّلِعَ إلى إلَهِ موسى" [غافر/36-37] يقرأ بالنصب وبالرفع، وكل قراءة منها تزافق زجهاً في اللغة.
2- موافقة الرسم العثملني ولو احتمالاً، والرسم العثملني هو الخط الذي كتبت به المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه: والمقصود أن تكون القراءة موافقة للمكتوب في هذه المصاحف، إما تحقيقاً نحو قراءة "مَالِكِ يَومِ الدّينِ".
3- صحة السند مع الشهرة والإستفاضة، وذلك بأن تنقل الفراءة بالسند الصحيح المتصل مشافهة عرضاً وسماعاً وتشتهر وتستفيض. وقد صرح بعض العلمتء بضرورة التواتر والمقصود به أن ينقل القراءة جمع عن جمع بستحيل اتفاقهم على الكذب في كل طبقةً من طبقات السند. لكن الاكتفاء بصحة السند مع الشهرة والإستفاضة، قول وجيه مقبول إذ الفرق بين القوليم يسير ومحصلتهما واحدة، لأن موافقة الرسم العثماني، واللغة العربية ركنان يعضدان صحة السند ويؤكدان ثبوته، ويدل على ذلك أن هناك قراءات كثيرة ردّها العلماء وعدُّها شاذة مع أنها موافقة
للرسم واللغة ولكَّن إسنادها لم يصحّ، وهناك قراءات صح إسنادها لكنها خالف الرسم فردّها العلماء وعدّوها شاذةً كقراءة (أصوب) بدل "أقوم" وقراءة (الصوف) بدل "العهن".
قال أبو شامة (ت 665هـ): وذكر المحققون من أهل العلم بالقراءة ضابطاً حسناً في تمييز ما يعتمد عليه من القراءات وما يطرح، فقالة: كل قراءةٍ ساعدها خطُّ المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة، فإن اختل أحد هذه الأركان الثلاثة، أطلق على تلك القراءة أنها شاذة" .
تاسعاً: التعريف بروأية حفص عن عاصم:
المقصود بروأية
حفص عن عاصم؛ ما تلقاه حفص بن سليمان عن عاصم بن أبي النجود بسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أما عاصم فهو ابن أبي النَّجود مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قُعين بن أسد، كان في بدءِ أمرهِ حناطاً، ثم انتهت إليه رئاسة القراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمان السُّلمي – في مسجده- وصار أمامهم الذي تمسكوا بقراءَته واقتدوا به فيها بعد التابعين، وكان في قراءاتَه متبعاً آثار من قبله غير مخالف فيها لما مضى عليه السلف. جمع بين الفصاحة والإتقانِ والتحرير والتجويد، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قرأ على أبي عبد الرحمان السُلمي، وزرّ بن حُبيش الأسدي وحدَّث عتهما، وهو معدود في التابعين، قرأعليه خلقٌ كثير، وسُئل عنه أحمد بن حنبل فقال: رجلٌ صالحٌ خيرّ ثقة ، وتوفي عاصم سنة مائة وسبع وعشرين.
- وأمّا حفص فهو ابن سليمان بن المغيرة الأسدي الغاضري، يعرف بحفيص البزاز، ربيب عاصم وصاحبه، ولد سنة تسعين، وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة.
قال يحيى بن معين: الروأية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم روأية أبي عمر حفص بن سليمان.
قرأ عليه عرضاً وسماعاً: عمرو بن الصباح، وأخوه عبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وغيرهم، قال الذهبي عنه: "ثقة في القراءة ضابظٌ لها" .
وقال ابن المنادى (ت336هـ): "كان الأولون يعدّونه في الحفظ فوق ابن عياش . وصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم، وأقرأ الناس دهراً. توفي سنة مائة وثمانين رحمه اللع تعالى" .
إسناد روأية حفص:
أخذ حفص روأينه عن عاصم عبد الله بن جبيب (هو أبو عبد الرحمن السُلمي) عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت جميعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرأ عاصم على زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود ثلاثتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم .
عاشراً: مراتب القراءة:
للقراءة ثلاث مراتب رئيسية هي: التحقيق والتدوير والحدر، وفيما يلي بياناتها:
1- التحقيق: هو الإتيان بالقراءة محققةً في أعلى درجات الإتقان والتأني، وهو مأخوذ من حققت الشيء أي عرفته يقيناً، والمعنى: أن يؤتى بالشيء على حقه من غير زيادةٍ فيه ولا نقصانٍ منه . وحدّه: "أن توفّى الحروف حقوقها من المدّ إن كانت ممدودة، ومن التمكين إن كانت ممكنة، ومن الهمزِ إن كانت مهموزة، ومن التشديد إن كانت مشددة، ومن الإدغام إن كانت مدغمة، ومن الفتح إن كانت مفتوحة، ومن الإمالة إن كانت ممالة، ومن الحركة إن كانت متحركة، ومن السكون إن كانت مسكنة، من غير تجاوزٍ ولا تعسف ولا فرط ولا تكلف" .
والتحقيق يكون
لرياضة الألسن وترقيق الألفاظ الغليظة وإقامة القراءة، وإعطاء كل حرف حقه ، وللتحقيق حدٌ يصل إليه وغأية ينتهي إليها لا يتجاوزها، لأن ما زاد عن القراءة فليس بقراءة.
قال الداني: "فأما ما يذهب إليه بعضُ أهل الغباوة من أهل الأداء من الإفراط في التمطيط والتعسف في التفكيك والإسراف في إشباع الحركات ... الى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارجٌ عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأُمة" .
2- الحدر: هو القراءة السريعة التي يؤديها القارئ من غير إخلال بالحروف ومخارجها وصفاتها، ومعناه لغة مصدر حدَر يحدُر إذا أسرع، فهو من الحدور أي الهبوط من علوِّ إلى أسفل.
ويراعى في قراءة الحدرِ أمران هما: سرعة القراءة وإتقان أحكامها من غير تضييع لها ولا إخلال بها.
3- التدوير: هو الإتيان بالقراءة متوسطةً بين التحقيق والحدر، مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها .
وينبغي على القارئ بأي من هذه المراتب الثلاث أن يحافظ على أحكام التجويد، ويلتزم بها، وأن تكون قراءاته مرتلة مجودة، فالترتيل صفة للقراءة الملتزمة بأحكام التجويد في جميع هذه المراتب الثلاث .
قال ابن الجزري :
ويقرأ القرآنُ بالتحقيق مع
حدرٍ وتدويرٍ وكُلُّ مُتَّبَعْ

مع حُسْنِ صَوتٍ بلُحونِ العَرَبِ
مرتِّلاً مجوَّداّ بالعربي

الأسئلة


1- عرف علم التجويد لغة واصطلاحاً؟
2- أعط نبذة عن تاريخ التأليف في علم التجويد؟
3- اذكر أشهر الكتب التي ألفت قديماً في علم التجويد ومن أهم مؤلفاتها؟
4- ما حكم تعلم أحكام التجويد النظرية وتعليمها؟
5- ما حكم التطبيق العملي لأحكام التجويد أثناء تلاوة القرآن الكريم؟
6- وضح الفرق بين اللحن الجلي واللحن الخفي؟
7- هات أبرز صور اللحن الجلي التي يقع فيها المتعلمون؟
8- بين أركان القراءة وأهمية كل منها في قبول القراءة؟
9- ما المقصود بموافقة الرسم ولو احتمالاً؟
10- من هو حفص؟ وعمن أخذ قراءته؟ وفي أي عصرٍ عاس؟
11- اذكر إسناد روأية حفص إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟
12- ما المقصود بكل من: التحقيق، الحدر، التدوير؟
13- هل يجوز أن نعد من استمع الى قراءة أحد المتقنين عبر آلة التسجيل (المسجل) قارئاً عليه ولماذا؟




حبيبه
حبيبه
مشرفة عامة

عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 09/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خبر رد: الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية

مُساهمة من طرف محمد السبت أكتوبر 23, 2010 2:34 am

 الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية  101322
محمد
محمد
Admin
Admin

عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
الموقع الموقع : مؤسس المنتدى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خبر رد: الباب الأول مقرر الدورة التمهيدية

مُساهمة من طرف اشرف التيهي السبت أكتوبر 23, 2010 8:06 pm

مشكور ه على هذا الموضوع الرائع اللهم اجعله في ميزان حسناتها امين امين
اشرف التيهي
اشرف التيهي
مشرف عام
مشرف عام

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
العمر : 50
الموقع الموقع : هوت ميل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى