بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 فاتحي مواضيع
Admin | ||||
اشرف التيهي | ||||
نايف التياها | ||||
محمد | ||||
الصقر | ||||
العصيبي | ||||
حبيبه | ||||
ابو مزغول | ||||
tasnim | ||||
هبة الله |
المواضيع الأكثر نشاطاً
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin | ||||
نايف التياها | ||||
اشرف التيهي | ||||
الصقر | ||||
محمد | ||||
العصيبي | ||||
حبيبه | ||||
شيخ الحمامدة | ||||
ابو مزغول | ||||
امير الهزيل |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 180 بتاريخ السبت سبتمبر 28, 2024 1:26 am
الفصل الرابع :المد أحكامه وأنواعه المبحث الأول
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفصل الرابع :المد أحكامه وأنواعه المبحث الأول
تعريف المد وحروفه والاصل فيه
أولاً: تعريف المد:
المد لغة: الزيادة، قال تعالى: (يُمدِدكُم رَبُّكُم) [آل عمران: 125] أي: يزدكم، ومد الشيء أي: زاد فيه .
المد إصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف من حروف المد، أو بحرف من حروف اللين .
وعكس المد القصر، وهو الاصل، معناه في اللغة الحبي، وقصر الشيء على كذا: لم يجاوزه الى غيره، وهو ضد الطول .
أما القصر إصطلاحاً، فلة عدة معان هي:
1. إثبات حرف المد دون زيادة.
2. المد بمقدار حركة واحدة كما في مبحث هاء الكنأية.
3. المد بمقدار تحقق الحرف وذلك في حرف اللين حال وصله.
((وإذا أطلق القصر أنصرف الى ترك الزيادة التي فوق مقدار المد الطبيعي فحسب)) .
ثانياً: حروف المد:
حروف المد ثلاثة هي:
1. الألف الساكنة المفتوح ما قبلها نحو: (قَال) .
2. الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو: (يَقُولُ).
3. الياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو: (قِيلَ).
ويجمع الكل بالشروط المذكورة قوله تعالى: (نوحيهآ) [هود:49]، قال العلماء وإنما خصت هذه الحروف بالمد دون غيرها لأنها أنفاس قائمة بهواء الفم، وحركاتها في غيرها فلذا قبلت الزيادة بخلاف غيرها فإن لها حيزاً محققاً وحركاتها في نفسها فلم تقبل الزيادة .
وتسمى هذه الحروف (جوفيه) لخروجها ىمن الجوف. و(هوائية) لقيامها بهواء الفمظن و(خفيه) لخفاء النطق بها فهي أفى الحروف، وأخفاهن الألف ثم الياء ثم الواو .
ثالثاً: حرفا اللين:
أما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلها ومثالها (خوف) (الخير) (الفوز)، والألف توصف بالمد واللين، وهذا الوصف لازم لها لأنها لا تتغير عن سكونها ولا عن فتح ما قبلها، نحو (قَالَ) بخلاف الواو والياء فقد تتحركان نحو: (لتبلون) (ءاوى) (ولا) (ياأيها) (بيوتٍ) (يدى)، وقد يسبقها ما يخالفهما في الحركة نحو (موعدٌ)، (عليهم).
قال الحمزوري :
حروفه ثلاثة فعيها
من لفظ وأي وهي في نوحيها
والكسر قبل اليا، وقبل الواو ضم
شرط وفتح قبل الألف يلتزم
واللين منها اليا وواو سكنا
إن إنفتاح قبل كل أعلنا
رابعاً: الأصل في المد:
الأصل في المد ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا) [المزمل:4]، ويدل قوله تعالى (ورتل) على التمهل، والتمهل يقتضي المد .
ومن السنة النبوية: حديث موسى بن يزبد الكندي قال "كان ابن مسعود يقرىء القرآن رجلاً فقيراً الرجل: (انما الصدقات للقرآء والمساكين) مرسلة ، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها (إنما الصدقات للفقرآء والمساكين) فمدها" .
وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان يمد مداً"، وفي روأية سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان مداً" .
ومن أقوى الأدلة: أن القراءة بالمد نقلها أئمة القراءة عمن أقرؤوهم عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلت عنهم بالتواتر حتى وصلت إلينا.
المبحث الثاني
أقسام المد
المد قسمان: أصلي وفرعي.
قال صاحب التحفة :
والمد أصلي وفرعي له
وسم أولاً طبيعياً وهو
ما لا توقف له على سبب
ولا بدونه الحروف تجتلب
القسم الأول
المد الطبيعي (الأصلي)
هو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب كلهمز أو السكون بل يكفي فيه وجود أحد حروف المد . نحو: (قالو)، (تجدوا)، (تجري)، (فيهآ).
ومن أسمائه: الطبيعي، والطبعي، والذاتي، والصيغة.
وسمي طبيعياً: لأن صاحبلاالطبيعة السلمية لا ينقصه عن حده ولا يزيد عليه ويتركه قد يخل بالمعنى، ومعنى طبعياً: أي فطرياً لأن الانسان بفطرته يدرك هذه الاضافة، وسمي اتياً: لأن ذات المد لا تتحقق إلا في هذه الحروف، وسمي بالصيغة: لأن صيغة حرف المد أي ذاته متأصل فيه المد، وسمي أصلياً: لأنه أصل لجميع المدود وسواه من المدود متفرعة عنه .
ومقدار المد الطبيعي حركتان.
والحركة هي مقدار قبض الاصبع أو بسطة بين الاسراع وبالتأني، وهو تقريبي ولا يضبط إلا بالمشافهة. ومن أحسن ما قيل في تقرير الحركة قول ابن الطحان (ت نحو 560 هـ): "ووزن الحركة في التحقيق نصف الحرف المتولد عنها" .
وقيل حده: أن يستمر جريان الصوت زمناً يفرق به بين حرف المد والحركة كالفتحة أو الضمة أو الكسرة ، فالحركتان تعادلان المدة الزمنية التي يستغرقها النطق بألف أو واو أو ياء بقراءة معتدلة، دون تطويل ولا إسراع.
أقسام المد الطبيعي:
للمد الطبيعي قسمان:
القسم الأول: المد الطبيعي الكلمي: وهو ما كان موجوداً في كلمة، وزله ثلاث حالات :
الحالة الأولى: أن يكون حرف المد ثابتاً وصلاً ووقفاً نحو الألف والواو والياء في (أنجاد لونني في)، (قالوا ربنآ)، (قالا ربنا)، سواء متوسطاً أم متطرفاً، ثابتاً في الرسم أم محذوفاً مثل: (هذا ربي).
الحالة الثانية: أن يكون حرف المد ثابتاً في الوقف دون الاصل، وذلك في الاحوال التالية:
1. مد العوض، نحو ألف: (عليماً")ط و (فتىً) وقفاً، وسيأتي الحديث عنه قريباً.
2. الالفاظ السبع وهي: (أنا) حيث وقعت في القرآن الكريم، و(لاكنا) [الكهف: 8] و(الطنونا)، و(الروسلا) و( السبيلا) [الاحزاب: 10،66،67]، و(سلاسلا) [الانسان: 4]، و(قواريرا) [الانسان:15]، والمقصود الأول، أما الموضوع الثاني: (قواريرا) [الانسان:16] فلا تثبت فيه الألف المتطرفة وصلاً ولا وقفاً.
وتضبط هذه الألفات في المصحف: بوضع صفر مستطيل كما في (أنا) للاشارة الى حكمها وهو: حذفها وصلاً وإثباتها وقفاً .
3. المدود التي تحذف حال الوصل لمنع التقاء الساكنين لوجود بعدها في كلمة أخرى وتثبت في الوقف نحو (وقالا الحمد) [النمل: 15]، (وما في الأرض] [طه:6]، (اتقوا الله) [الحشر: 18].
4. المد المنفصل عند الوقوف على حرف المد فيما يجوز فيه الوقف، نحو (بمآ أنزل) عند الوقوف على (بمآ).
5. الواو والياء كانتا متطرفتين متحركتين وقبلهما حركة مجانسة مثل: (وهو) (هي)، (يعفوا)، (تبتغي).
6. الالف في الاسم المقصور المنون تنوين فتح مثل (هدى، فتى، طوى) وأصل هذه الالفاظ أنها مختومة بألف مرسومة بصورة الياء ثم دخل عليها تنوين الفتح فإذا وقفنا عليها عليها زال التنوين ووقفنا بالالف.
كل ذلكيعد من قبيل المد الطبيعي الذي يثبت في الوقف دون الوصل.
الحالة الثالثة: أن يكون حرف المد ثابتاً في الوصل دون الوقف، ولك في:
1. مد الصلة نحو (يبده ملكوت)، (إنه هو) وسيأتي الحديث عنه إن شاء الله. أما في حال الوقف على هاء الضمير فتكون الهاء ساكنهولا مد فيها.
2. المد العارض للسكون، فإنه في حال الوصل مد طبيعي.
القسم الثاني: المد الطبيعي الحرفي: وهو ما كان موجوداً في واحد من الحروف الهجائية التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم مثل (طه) والحاء من (حم)، وينحصر هذا المد في خمسة أحرف مجموعة في (حي طهر) وهجاؤها على حرفين ثانبهاما حرف مد، فنقول-حا- ها- را- طا- يا-، وهذا المد ثابت في الوصل والوقف دائماً .
ومما يندرج ضمن المد الطبيعي الكلمي:
1. مد التمكين:
ويكون حال التقاء الواو المدية مع واو متحركة، أو التقاء الياء المدنية مع ياء متحركة، وله ثلاث صور هي:
1. أن تقع الياء المدنية بعد ياء مشددة مكسورة نحو: (حييتم) [النساء:86]، فيجب تمكين المد وتبيينه.
2. أت تقع الواو المدية قبل واو متحركة نحو (ءامنوا وعملوا) [البقرة:25]، أو أن تقع الياء المجية قبل ياء متحركة نحو (في يومين) [البفرة:203] فيجب عندئذ تمكين المد في الواو أو الياء الساكنيين بمقدار حركتين حذراً من الادغام أو الاسقاط .
3. أن تقع بعد ياء مكسورة نحو: (يحى ويميت) [آل عمران:156] فيجب تمكين المد عند النطق به .
4. ومقدار مد التمكين حركتان وهو مقدار المد الطبيعي: فإن كان المد في نحو(الامين) [آل عمران: 75] أو (النبين) [النساء: 69] فحكمه عند الوقف انه مد عارض للسكون، يجوز فيه القصر حركتين أو التوسط أربع حركات أو الاشباع ست حركات، أما في حال الوصل حركتان فقط ، وإن كان المد في: (يستحي أن) [البقرة: 26] فمقدار عن الوقف حركتان تمكين، وعند الوصل هو مد منفصل مقداره أربع حركات أو خمس.
2. مد العوض:
هو تعويض التنوين المنصوب والمفتوح ألفاً عند الوقف .
حكمه: وجوب المد مقدار حركتين، وتندرج فيه الصور التالية :
1. أن يكون حرف المد مرسوماً نحو: (علمياً)، (حكيماً).
2. أن يكون حرف المد غير مسروم نحو: (سوآء)، (ندآء).
3. ان يأتي في اسم مقصور نحو: (هدىً)، (فتىً).
4. ان يكون نون التوكيد الخفيفة التي ترسم تنوياً نحو: (وليكوناً)، (لنسفعا).
قال الشيخ سعيد العنيتأوي :
وَعَوِّضنْ تَنوينَ فتحٍ بالألف
وفي البَوَاقي سَكِّنَنْها إن تقف
أما تنوين النصب في نحو: (رَحمَةً)، (نِعمَةً) فيحدث حال الوقف، وتبدل التاء هاءً كما سيأتي في فصل الوقف.
القسم الثاني
المد الفرعي
تعريفه: هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد زيادة على المد الطبيعي، ويتوقف وجوده على سبب من همزة أو سكون وهذا سبب لفظي ، ويسمى: المد المزيدي لزيادة مده عن مقدار المد الطبيعي.
وقد تقع الهمزة قبل حرف المد أو بعده في كلمة واحدة أو كلمتين، نحو (ءَادَمَ، (السَّمَآءِ)، (بِمَا أُنزِلَ)، (إنَّهُ أًنَا).
أما السكون فلا يقع إلا بعد حرف المد أو بعد حرف اللين، ولا يكون مداَ إلا إضا كان السكون بعد حرف المد أو حرف الليت في كلمة واحدة أو كلمتين، نحو (نَستَعِينُ)، (خَوفُ)، (الصَّآخَّةُ)، (الم).
قال الجمزوري :
والآخَرُ الفرعيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَببٍ كَهَمْزٍ أو سُكُونٍ مُسْجَلا
* والمد بسبب الهمز ينقسم الى ثلاثة أقسام هي:
1- البدل 2- المتصل 3- المنفصل، ويلحق بهذا القسم مد الصلة الكبرى.
* والمد بسبب السكون ينقسم إلى قسمين هما:
1- اللازم. 2- العارض للسكون.
أحكام المد الفرعي وأقسامه:
للمد الفرعي ثلاثة احكام:
الأول: اللزوم: وهذا الحكم خاص بالمد اللزم بأنواعه، وهو ما اتفق القراء على مده ومقداره.
الثاني: الوجوب: وهذا الحكم خاص بالمد المتصل، وهو ما اتفق القراء على مده وأختلفوا في مقداره.
الثالث: الجواز: وهذا الحكم للمد المنفصل والعارض للسكون والبدل، وهو ما اختلف القراء في مده ومقداره.
ويشار الى ان هذه التسمية: اللازم زالزاجب والجائز إنما هي النظر إلى القراءات المتعددة، لا بالنظر إلى الروأية الواحدة أو الطريق الواحد.
فالمد المنفصل سمي جائزاً لاختلاف القراء في مده ومقداره، فبعض القراء يقصره بمقدار حركتين، وبعضهم يمده أربعاً أو خمساً أو ستاً، ولا يعني ها جواز قصره قي روأية حفص من طريق الشاطبية، يل يتعين مدة بما ثبت في هذا الطريق بمقدار أربع حركات أو خمس.
قال إبن الجزري :
والمَدُّ لاَزِمٌ ووَاجِبٌ أتَى
وجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبتَا
فَلازِمٌ إِن جَاءَ بَعْدَ حَرفِ مَدّ
سَاكنُ حَالَيْنِ وبِالطُول يُمَدّ
وواجبّ إِن جَاءَ قبلَ همزةِ
متصلاً إن جُمِعَا بِكلْمَةِ
وجَائِزٌ إذا أَتَى مُنفَصِلا
أو عَرَضَ السُّكونُ وَقْفاً مُسجَلا
وقال الجزوري :
لِلْمَدَّ أحكَامٌ ثلاثةٌ تدومْ
وَهْي الوجوبُ والجوازُ واللُّزومْ
وفيما يلي تفصيل أحكام المد الفرعي وتبيين أقسامه:
القسم الأول: المد المتصل
هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد مباشرة في كلمة واحدة سواء أكان الهمز في وسط الكلمة أم في آخرها. نحو (أولائك)، (السَّمَآء).
مقداره مده: أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فريق التوسط) وقفاً ووصلاً والوجهان معمول بهما، والتوسط المشهور والمقدم في الأداء . كما انه يجوز المد بمرتبة الاشباع وقدرها ست حركات، إذا كانت الهمزة متطرفة في نهأية الكلمة وموقوفاً عليها، نحو (يشآءُ)، (السَّمَآء).
يقول الإمام ابن الحزري في النشر "تتبعت قصر المتصل فلم أجد في قراءة صحيحة ولا شاذة" .
سبب التسمية: سمي متصلاً لاتصال حرف المد بالهمزة بعده في كلمة واحدة .
حكمه: الوجوب؛ لوجوب مده عند كل القراء زيادة على المد الطبيعي، مع إختلافهم في مقدار الزيادة، ولذا يسمى المد الواجب المتصل .
سبب المد: أن الهمزة تقيلة عند النطق بها لأنها حرف شديد جهري بعيد المخرج، فزيد في المد قبلها للتمكن من النطق بها على الوجه الصحيح، وقيل: إن حرف المد ضعيف خفي، والهمز قوي صعب، فزيد في المد تقوية لضعفه وصوناً له من ان يسقط عند الاسراع لخفائه وصعوبة الهمزة .
قال الجمزوري :
فواجب إن جاء همز بعد مد
في كلمة وذا بمتصل يعد
القسم الثاني: المد المنفصل.
هو ان يأتي الهمز بعد حرف المد بشرط انفصالها، بحيث يكون حرف المد في كلمة والهمز في أول الكلمة الثانية، نحو: (بِمَآ أُنزِلَ).
والانفصال نوعان :
1- حقيقي وهو ان يكون حرف المد ثابتاً في الرسم واللفظ نحو: (قُواْ أَنفُسَكُمْ).
2- حكمي وهو ان يكون حرف المد محذزفاًرسمياً لفظاً نحو: (ياأيها) (هّاأَنتُم) (هَاَلاءِ)، مع ملاحظة أنه لا يجوز الوقف على الجزء الأول منها أي على (يا) أو (ها) لأنها كلمة واحدة رسماً لا يفصل بعضها عن بعض .
مقداره مدة: أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فريق التوسط) والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا ان هو المقدم في الأداء وأشار إلى ذلك العلامة السمنودي بقوله : ".....خمساً وأربعاً وهذا أعدلُ".
سبب التسمية: سمي منفصلاً لانفصال حرف المد عن الهمزة، فكل منهما في كلمة منفصلة، ويسمى أيضاً: مد البسط لأنه يبسط بين الكلمتين بساطاً فيفصل به بينهما ، ويسمى كذلك: مد حرف بحرف، أو كلمة بكلمة .
حكمه: الجواز لجواز قصره عند بعض القراء، ولذا يسمى: المد الجائز المنفصل، مع العم أنه لا يجوز قصره لحفص عن عاصم من طريق الشاطبية، فمده من هذا الطريق واجب ، أي كالمد في المتصل: أربع حركات أو خمس حركات. وتسميته بالجائز لأنه يقرأ بالقصر من غير هذا الطريق .
تنبيه:
* يلحق بالمد المنفصل حكماً واسماً: مد الصلة الكبرى، وسيأتي الحديث عنه في موضعه.
* سبب المد المنفصل هو أن الهمزة جاءت بعد حرف المد، فحرف المد في كلمة والهمزة في كلمة، فإن وقف الكلمة الأولى زالت الزيادة على المد لانتقاء سببه وهو الهمز ويكون المد عندئذ طبيعياً مثل: (ما- أُنزل)، أو مد بدل إذا كان قبل حرف المد همزة مثل (وَجَآءُ وأَبَاهُم) [يوسف: 16]، أما عند الوصل فيصبح منفصلاً، وهذا يكون في المد الحقيقي، أما في الوصل والوقف، لعدم إمكان الوقف على الجزء الأول منه نحو (يَاأيهَا) كما تقدم.
قال الإمام الجزوري :
وجائز مد وقصر إن فصل
كل بكلمة وهذا المنفصل
هو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز ولا سكون، ويكون فيه حرف المد مبدلاً همزة ، نحو: (ءَادَمَ)، (أيماناً)، (أوتُوا) قال الجمزوري :
أو قدم الهمز على المد وذا
بدل كأمنوا وأيماً خذا
وقد خرج بهذا القيد- ليس بعده همز ولا سكون- المدود التالية: المتصل، المنفصل، اللازم، العارض للسكون.
مقدار مده: حركتان.
سبب التسمية: إبدال حرف المد من الهمز، فأصل مد البدل إجتماع همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو: (أَأْدم). وهذا هو أصل الكلمة فأبدلت الثانية ألفاً فأصبحت (ءَادَمَ)، لتتناسب مع حركة الهمزة الأولى طلباً للتخفيف ، ونحو (أوتُواْ)، (أيمَاناً).
حكمه: الجواز لجواز مده عند بعض القراء .
الشبيه بالبدل:
هو ان يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة، ولا يكون فيها حرف المد مبدلاً عن همزة ، ويسمى مد بدل تجوزاً لمجيئه على صورته، نحو (لَيَئُوسٌ) [هود:9] (الظَّمئَانُ) [النور:39]، (,َبَآءُو) [البقرة:61].
حلالات مد والبدل والشبيه به من حيث إثباته أو حذفه وصلاً ووقفاً :
الأولى: أن يثبت مد البدل وقفاً ووصلاُ نحو (أنبِئُونِي) [البقرة:31].
الثانية: أن يثبت مد البدل وقفاً لا وصلاً نحو (دُعَآءً)
ثالثة: أن يثبت مد البدل وصلاً لا وقفاً نحو (مَئَابٍ) [الرعد:29]، فالمد في الألف حال الوقف يكون مداً عارضاً للسكون لا مد بدل.
الرابعة: أن يثبت مد البدل عند الابتداء فقط، وذلك الهمزة الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع، نحو (انتُونِى) [الأحقاف:4]، (تؤتُمِنَ) [البقرة: 283] حيث تبدل الهمزة الساكنة حال الابتداء حرف مد كما سيأتي.
القسم الرابع: المد اللازم
هو ان يقع سكون أصلي بعد حرف المد، أو بعد حرف اللين في كلمة، أو حرف من حروف فواتح السور وصلاً ووقفاً ، نحو: (الضَّآلِينَ) هذا في كلمة، أما في حرف فنحو: (ق)، (ص).
أما إذا كان حرف المد آخر كلمة والسكوت الأصلي في كلمة أخرى، فيحذف حرف المد عند وصل الكلمتين ويمد مداً طبيعياً عند الوقف، وهذا من النوع الذي تقدم الحديث عنه إنه يثبت وقفاً ويحذف وصلاً نحو: (وَاستَبَقَا البَابَ) (وَقَالُواْ اتَّخَذَ)، (وَالمُقِيمِي الصَّلواةِ).
سبب التسمية: سمي لازماً للزوم سببه في حالتي الوصل والوقف، وقيل سمي لازماً للزوم مده عند كل القراء مداً متسأوياً بمقدار ست حركات إتفاقاً في الوقف والوصل إلا في حرف عين من فاتحتي مريم والشورى فإنه يجوز فيه الاشباع والتوسط، وسيأتي الحديث عن ذلك. وقد أشار إبن الجزري إلى مقدار المد اللازم بقوله :
فلازم إن جاء بعد حرف مد
ساكن حالين وبالطول يمد
حكمه: اللزوم، والفرق في التسمية بين اللازم والواجب إنما هو اصطلاحي، وأما بإعتبار المعنى اللغوي فلا فرق بينهما، فإنه لا يجوز أحدهما عند احد من القراء ولو قرأ بالقصر يكون ذلك لحناً جلياً وخطأ فاحشاً .
مقدار مده: مقدار اللازم يجمع أنواعه ست حركات.
أقسامه: يقسم الى قسمين: المد اللازم الكلمي والمد اللازم الحرفي، ويقسم كل منهما إلى مثقل ومخفف، قال الجزوري :
أقسام لازم لديهم أربعة
وتلك كلمي وحرفي معه
كلاهما مخفف مثقل
فهذه أربعة تفصل
القسم الأول: المد اللازم الكلمي، وهو نوعان:
النوع الأول: المد اللازم الكلمي المثقل:
هو ان يقع بعد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده، في كلمة واحدة ، نحو: (الضَّآلّيِنَ)، (الحَآقَّةُ)، (أتُحَاجُّونِى)، ولم يقع مثل للياء في القرأن الكريم .
سبب التسمية: سمي كلمياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة زلا يكون في كلمتين كما تقدم الحديث عن ذلك. ومثقلاً: لكون الساكن مدغماً (مشدداً) مما يؤدي إلى ثقل النظق به .
قال الجزوري :
فإن كلمة سكون اجتمع
مع حرف مد فهو كلمي وقع
كلاهما مثقل إن أدغما
..........................
ووجة المد لا يجمع بين الوصل بين الساكنين وهما ساكن المد والحرف الساكن بعده ولذلك زيد في المد .
تنبيه:
من هذا المد كلمتان يسمى المد فيهما بمد الفرق أيضاً وهما: (ءآللًّهُ) و (ءَآلذَّكَرَينِ) ويجوز فيهما التسهيل أيضاً وسيأتي الحديث عنه قريباً.
النوع الثاني: المد اللازم الكلمي المخفف
هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم (مخفف) في كلمة واحدة . وذلك (ءَآلئَانَ) ولم يرد غيرها في القرآن الكريم، حيث جاءت في موضعين اثنين من سورة يونس في الأيتين (51،91)، ولا يوجد لهذا المد مثال آخر.
سبب التسمية: أن الساكن الأصلي وقع مع حرف المد في كلمة واحدة، ومخففاً لكون السكون غيؤ مدغم ولخفة النطق به لخلوه من التشديد .
قال الجمزوري:
..................................... مخفف كل إذا لم يدغما
حكمه: يمد مداً مشبعاً بمقدار ست حركات من باب المد اللازم ويسمى أيضاً: مد فرق، وفيه وجه آخر أن يقرأ بالتسهيل بين بين بدون مد، ويكون لك بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، والمد هو المقدم في الأداء .
القسم الثاني: المد اللازم الحرفي:
يخص هذا المد بالحروف التي في فواتح بعض السور القرآنية، وحاصل مجموع هذه الحروف أربعة عشر حرفاً، وردت في فواتح تسع وعشرين سورة، مجموعة قي (صلة سحيراً من قطعك) أو (طرق سمعك النصيحة) أو (نص حكيم قاطع له سر) أو ( صح طريقتك مع السنة) .
سبب التسمية: سمي حرفياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في حرف من حروف الهجاء الواقعة في فواتح السور.
حكم المد فيها: تنقسم الحروف التي في فواتح بعض السور من حيث المد وعدمه إلى أربعة أقسام :
1- ما لا يمد وهو مقصور دائماً بلا خلاف وهو حرف الألف، لعدم وجود حرف رالمد فيه، ويقرأ: (ألف).
2- ما يمد حركتين وهو ما كان هجاؤه ما كان هجاؤه على حرفين مصل (طه) وتقرأ: طاها، وهي خمسة حروف مجموعة في (حي طهر).
3- ما يمد ألابع حركات أو ستاً وهجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين، ولم يقع إلا في حرف (عين) من فاتحتي مريم والشورى، لأن وسط حرف لين لا حرف مد. والاشباع هو المقدم في الأداء.
4- ما يمد ست حركات بلا خلاف وهجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد، وهي سبعة حروف مجموعة في (سنقص لكم).
قال الجمزوري :
واللازم الحرفي أول السور
وجودة وفي ثمان إنحصر
يجمعها حروف كم عسل نقص
وعسن ذو وجهين والطول أخص
وما سوى الحرفي الثلاثي لا ألف
فمده مد طبيعي ألف
وذاك أيضاً في فواتح السور
في لفظ حي طاهر قي انحصر
ويجمع الفواتح الأربع عشر
صله سحيراً من قطعك ذا أشتهر
وينقسم المد اللازم الحرفي الى نوعين مثقل ومخفف، وفيما يلي بانهما:
النوع الأول: المد اللازم الحرفي المثقل
هو ان يقع بعد المد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده ويقع في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف يتوسطه حرف مد، واما الحرف الثالث فسكونه أصلي وهو مدغم فيما بعده، نحو اللام من (الم) وتلفظ (ألف لام ميم) كل حرف منها هجاؤه على ثلاثة احر، ونحو السين من (طسم) وتلفظ (طا سين ميم).
وسمي مثقلاً لكون الساكن مدغماً مشدداً يثقل النطق به .
النوع الثاني: المد اللازم الحرفي المخفف
هو أن يقع حرف المد اللين حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم فيما بعده .
ويشترط في هذا الحرف أن يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف يتوسط حرف مد أو حرف لين، وثالثة ساكن سكوناً أصلياً نحو: (ص)، (ن)، (الر)، عسق).
وسمي مخففاً لكون السكون الأصلي غير مدغم خالياً من التشديد .
تنبيه:
في قوله تعالى: (الم * الله لا اله الا هو) فاتحة آل عمران، حال وصل (الم) بما بعدها يتعين فتح الميم ويجوز في الياء منها وجهان هما:
1- ان تمد الياء في (ميم) ست حركات (ألف لآم ميم الله)، وهذا الوجه هو المقدم في الأداء .
2- أن تمتد الياء في (ميم) ست حركات (ألف لآم ميم الله).
أما عند الوقف عليها، فتمد الميم ست حركات مع التسكين، ومن أشبع المد فيها حال الوصل قال إن الميم فتحت لالتقاء الساكنين وهي حركة حادثة غير معتد بها فوجودها كعدمه، ومن قصر قال: المد إنما وجب في التقاء الساكنين ليفرق بينهما، وقد تحرك الساكن هنا فلا حاجة الى الاشباع لذهاب سبب المد اللازم وهو السكون .
القسم الخامس: مد الفرق
إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل، فإن همزة الوصل تبدل حرف مد، ويسمى هذا المد: مد الفرق، وهو من انواع المد اللازم لكون سكون الحرف الذي بعد حرف المد فيه أصلياً لازماً وليس عارضاً، سواء أكان مثقلاً نحو: (ءَآلذَّكَرَين) [الأنعام: 413و144]، (ءَآللهُ) [يونس: 59 والنمل:59]، أم مخففاً نحو: (ءَآلئَانَ) [يونس: 51 و 91].
قال الجمزوري :
واللين منها اليا ووأو سكنا
إن انفتاح قبل كل أعلنا
حكمه : حكم ةحرفي اللين عند الوقف هو حكم المد العارض للسكون، فيجوز فيهما الاشباع والتوسط والقصر، أي المد بمقدار ست حركات أو أربع أو حركتين هذا في حال الوقف.
أما في حال النطق الحرفي اللين عند الوصل فلا بد من القصر، والقصر هنا سلب العد لكلية أي حذف المد منهما مطلقاً بحيث يكون النطق بهما كالنطق بالحروف الصحيحة بمقدار الحرف فقط.
القسم السابع: مد الصلة
وهو خاص بهاء الكنأية، وهي الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب ، والأصل فيها الضم إلا أن يقع قبلها كسر أو ياء ساكنة فتكسر.
خرج بهذا التعريف : الهاء الأصلية نحو: (نَفقَهُ) و (وَجهُ)، والهاء الدالة على الواحدة المؤنثة نحو: (أهلِهَآ)، والدالة على التثنية نحو: (عَلَيهِمَا)، والدالة على الجمع نحو: (عَلَيهِم).
حالتها : تقع هاء الكنأية في الاسم والفعل والحرف، ولها حالات أربع:
1- أن تقع بين ساكنتين نحو (وَءَاتَينَاهُ الإِنجِيلَ) [المائدة:46] وليس فيها إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما تحرك بحركتها فقط.
2- أن يقع قبلها متحرك وبعدها ساكن نحو (لَهُ المُلكُ) [التغابن:1]، وليس فيها هناك إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما تحرك بحركتها فقط.
3- أن يقع ساكن وبعدها متحرك نحو (فِيهِ هُدىً) [البقرة:2] و (مِنهُ ءَأياتٌ) [آل عمران/7)وليس فيها إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما ترحك بحركتها إلا في موضع واحد من سورة الفرقان، وهو قوله تعالى: (وَيَخلُد فِيِه مُهَاناً) [الفرقان: 69]، حيث قرأها حفص بمد كسره الهاء بمقدار حركتين، مد صلة، والسبب الحقيقي للمد هنا التلقي والروأية حيث خالف حفص قاعدته في هذا الموضع وتابع قراءة ابن كثير المكي.
4- أن تقع بين متحركين نحو: (إنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصيراً) [الانشقاق:15)، وفي هذه الحالة توصل الهاء بوأو لفظية مدية في الوصل إذا كانت مضمومة بعد ضم نحو: (وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ) [التوبة:105] أو فتح نحو: (فيُضَاعِهُ لَهُ) [ الحديد: 11]، أو توصل بياء لفظية مدية في الوصل إذا كانت مكسورة ولا يكون ما قبلها إلا مكسوراً نحو (بِهِ بَصِيراً) فتمد في هذه الحالة بمقدار حركتين كالمد الطبيعين وسمي مد الصلة لانه لا يتحقق إلا حال الوصل، ولأن هاء الضمير توصل بوأو أو ياء مدية حال الوصل.
وقد أشار الإمام الشاطبي إلى هذا الحكم بقوله :
ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن
وما قبله التحريك للكل وصلا
ويستثني من هذه الحالة أربعة مواضع :
1و2- (أَجِه وَأَخاهُ) [الاعراف:111، والشعراء:36]، قرأها حفص بالإسكان وصلاً ووقفاً، ويسمى سكون الصغرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة صغرى.
3- (فَأَلقِه أيهم) [النمل: 28]، قرأها حفص بإسكان الهاء وصلاً ووقفاً، ويسمى سكون الصلة الكبرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة كبرى لوقوع الهمز بعدها.
4- (يَرْضَهُ لَكُمُ) [الزمر: 7]، قرأها حفص بالقصر أي بضم الهاء فقط دون صلة ويسمى قصر الصلة الصغرى.
وأما كلمة (وَيَتَّقهِ) [النور: 52]، فقرأها حفص بالقصر لأن القاف ساكنة وما بعدها متحرك، فهي من الحالة الثالثة لا مد فيها على الاطلاق.
واستثنى من كسر هاء الكنأية الواقعة بعد ياء موضعان، ضم حفص فيهما الهاء بدلاً من كسرها وهما: (وَمَآ أَنسَانيهُ إِلاَّ) [الكهف: 63] و (عَلَيهُ اللَّهَ) [الفتح:10].
ويلحق بها الكنأية، الهاء في اسم الإشارة للمفردة المؤنثة نحو (وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ) [الانعام:138] إذا وقعت بين متحركين تزصل بيان لفظية حال الوصل لوقوعها بعد كسر .
وهذا في عموم القرآن الكريم، قال الإمام إبن بري في الدرر اللوامع :
وهاءُ هذه كهاءِ المُضمَرِ
فَوَصْلُها قَبلَ مُحرَّكٍ حَرِي
أنواعه: مدّ الصلة نوعان:
1- مد الصلة الكبرى: وهو مد فرعي متوقف على سبب، وهو أن يقع بعد هاء الكنأية المتحركة الواقعة بعد متحرك همزة نحو (إِلى أهِلِه إِلآَّ أن يَصّدَّقُواْ) [النساء: 92] فعندئذ تمد أربع حركات أو خمساً إلحاقاً بالمد المنفصل، فتقرأ: (إلى أهلهي إلاّ).
2- مد الصلة الصغرى: وهو ان تقع هاء كسراً مقدار حركتين نحو: (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَيِيِراً) [الإسراء: 30]، فتقرأ (إنهو كان بعباهي خبيرا) ، ونلاحظ أنها وصلت بوأو مدية متولدة عن الضمة، وبياء مدية متولدة عن الكسرة.
المبحث الثالث
مراتب المدود
قال الشيخ السمنودي :
أقْوَى المدودِ لاَزِمٌ فَما اتَّصَل
فَعَارِضٌ فَذُو انفِصالٍ فَبَدَلْ
ثُمَّ الطبيعيُّ وَلِينٌ يا فتَى
واللينُ أضعف المدود قد أتى
تتفأوت مراتب المدود قوة وضعفاً وذلك تبعاً لتفأوت أسبابها. فالمدود ليست بدرجة واحدة بل منها القوي والضعبف ويعرف ذلك من مقدار المد المد وعدد الحركات فيه، فأقواها اللازم لأنه يمد ست حركات، ويليه المتصل الذي يمد حركتين أو أربعاً أو خمساً أو ستاً، ثم البدل الذي يمد حركتين أو أربعاً أو ستاً، المقادير في المد للقراء العشرة، وهذه قاعدة في الترتيب لا بد تالانتباه إليها . ويترتب عليها ما يلي:
أولاً: إذا إجتمع سبباً مد في حرف واحد فلا يخلو من ان يكون أحدهما ضعيفاً والآخر قوياً فعندئذ يعمل بالسبب الأقوى ويلغي الضعيف مثل: (ءَآمّيِنَ) [المائدة:2] اجتمع في الألف مد البدل مع اللازم فيعمل، وفي (بُرَءَاؤُاْ) [الممتحنة: 4) اجتمع في الألف متصل وبدل، فيعمل بالأقوى وهو المتصل، وفي (مُستَهزِءُمنَ) [البقرة:14] وقفاً اجتمع عارض للسكون وبدل، فيعمل بالعارض لأنه أقوى، وفي (رَءَآ أيدِيَهُم) [هود: 70] اجتمع مد منفصل ومد شبيه بالبدل في الألف حال الوصل، فيعمل بالأقوى وهو المنفصل، أما حال الوقف فالمد شبيه بالبدل.
ثانياً: إذا اجتمع من نوع واحد في أيه واحدة، كمنفصلين نحو قوله تعالى: (إنمآ أمره إذآ أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) [يس:82] أو متصلين نحو قوله تعالى: (الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات روقا لكم) [البقرة:22] فيجب التسوية بينهما، لأن التسوية في ذلك من جمال التجويد.
قال ابن الجزري :
... ... ... ... ... ...
واللفظ في نظيره كمثله
ثالثاً: إذا اجتمع مدان أحدهما متصل والآخر منفصل بصرف النظر عن تقدم أحدهما على الآخر ولم تكن همزة المتصل متطرفة نحو قوله تعالى: (قَالَ ياأدَمُ أَنبِئهُم بِأَسْمَآئِِهم) [البقرة:33]، جاز فيه وجهان:
فإن مد الأول أربع حركات مد الثاني أربع حركات، وإن مد الأول خمس حركات مد الثاني خمس حركات.
رابعاً: إذا إجتمع مع المتصل آخر همزته متطرفة ووقف عليه، نحو (فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشاء) [البقرة: 284]، جاز فيه أربعة أوجه :
1و2- اذ مد المتصل الأول أربع حركات جاز في المتصل متطرف الهزة أربع حركات أو ستاً.
3 و4- إذا مد المتصل الأول خمس حركات جاز في المتصل متطرف الهزة خمس حركات أو ستاً.
خامساً: إذا اجتمع مد منفصل همزته متطرفة موقوف عليه نحو: (ثم انتم هؤلآء) [البقرة: 85]، فتجوز الأوجه الاربعة السابقة أي: إذا مد المنفصل أربع حركات جاز في المتصل الموقوف عليه ان يمد أربع حركات أو ستاً، وإذا مد المنفصل خمس حركات جاز في المنفصل متطرف الهمزة عليه أن يمد خمس حركات أو ستاً.
سادساً: إذا إجتمع المد المنفصل مع المد العارض للسكون نحو (* فلا اقسم بموقع النجوم) [الواقعة: 75]، جاز فيه سته أوجه حال الوقف: إذا مد المنفصل أربع حركات أو خمس حركات جاز في العارض للسكون ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والاشباع، فيكون مجموع الأوجه الجائزة سته أوجه.
وكذلك إن اجتمع المد المنفصل مع العارض للسكون نحو: (أولآإِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [الحشر: 19]، جاز فيه الأوجه الستة السابقة.
سابعاً: إذا إجتمع اللين مع العارض للسكون فلا بد من أن يتقدم أحدهما على الآخر، ولا بد من أن يسأوي القوي الضعيف أو يعلوا عليه في مد، فإن إجتمع اللين العارض للسكون وتقدم عليه ووقف عليهما، نحو قوله تعالى: (لاَ رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ) [البقرة: 2]، فقيه ستة أوجه:
1 و 2 و3- القصر في اللين العارض حركتين، وعليه في العارض للسكون ثلاثة أوجه: القصر أو التوسط أو الإشباع.
4 و 5- التوسط في اللين أربع حركات وعليه يكون في العارض للسكون التوسط أو الإشبا
6-الاشباع في اللين ست حركات وعليه يكون في العارض للسكون الإشباع فقط.
فهذه أوجه سته مع السكون المحض، أما من حيث الوقف بالروم والإشمام فسيأتي في مبحثهما، وقد نظم أوجه هذه الحالة المحقق الشيخ مصطفى الميهي الاحمدي فقال :
وكُلُّ مَن قَصَر حرفَ اللين
ثلالثةُ تجري بِنَحْوِ الدِّينِ
وإن تُوَسِّطْهُ فَوسِّط أَشبِعَا
وَإِن تَمُدَّهَ فمُدَّ مُشْبِعَا
وكذلك إن تقدم للسكون على اللين ووقف عليهما، ففيه أيضاً ستة أوجه نحو قوله تعالى: (قَالَ لاَ يَنَالُ عَهدِى الظَّالِمِينَ* وَإِ جَعَلنَا البَيتَ) [البقرة: 124-125]هي.
1-القصر في العارض حركتين وعليه القصر في اللين.
2 و3- التوسط في العارض أربع حركات وعليه التوسط أو القصر في اللين.
4 و5 و6- الإشباع في العارض ست حركات وعليه الإشباع أو التوسط أو القصر في اللين.
وقد نظم أوجه هذه الحالة الشيخ على المنصوري رحمه الله تعالى فقال :
وكُلُّ مَنْ أشْبَعَ نَحْوَ الدِّينِ
ثلاثةٌ تَجْرِي بوَقْفِ اللِّينِ
ومَن يَرى قَصْراً فَبِالقَصْر اقْتَصَرْ
وَمَن يُوَسِّط أو قصَرْ
وهذا مع الوقف بالسكون المحض دون التعرض للوقف بأوجه الروم والإشمام.
وإذا أردت أن تتعرف على مزيد من الأوجه الجائزة في الأيات عند إجتماع المدود فيها، فلا بد من ان يكون عارفاً بجميع الوجوه الجائزة لكل مد، ثم وعملاً بقاعدة أقوى المدود وعلى طريقة الاحتمالات يمكن معرفة عدد الوجوه كما مر معنا، وإليك جدولاً يبين الأوجه الجائزة في كل مد:
المد اللازم، مقدار المد فيه (ست حركات فقط)، وحكمه لازم.
المد المتصل، مقدار المد فيه اربع حركات أو خمسة حركات وصلاً ووقفاً وحكمه واجب أو ست حركات وقفاً إذا كان الهمز متطرفاً وحكمه جائز.
المد العارض للسكون، واللين العارض للسكون ومقدار المد فيه حركتان أو أربع أو ست وحكمه جائز.
المد المنفصل والصلة الكبرى ومقدار المد فيه أربع حركات أو خمس وحكمه جائز .
مد البدل ومقدار المد فيه حركتان وحكمه جائز.
المد الطبيعي وما يلحق به مثل:
الصلة الصغرى
العوض
التمكين
ومقدار المد فيه حركتان وحكمه واجب.
• يشار في ضبط المصحف الى المد الزائد عن حركتين بهذه العلامة (~) وتوضع فوق الحرف الممدود.
المـــدود
حروف المد:
1. الالف الساكنة بعد فتح.
2. الواو الساكنة بعد ضم.
3. الياء الساكنة بعد كسر.
حرفا اللين:
1. الياء الساكنة بعد فتح.
2. الواو الساكنة بعد فتح.
أنواع المدود:
1. المد الاصلي (الطبيعي):
أ. مد طبيعي كلمي:
- ثابت وصلاً ووقفاً.
- ثابت وقفاً لا وصلاً.
- ثابت وصلاً لا وقفاً.
ب. مد طبيعي حرفي:
- حروف (حي طهر).
2. المد الفرعي:
وهو ما يتوقف على سبب:
أ. بسبب الهمز:
- المد المتصل: (4-5) حركات (الملائكة).
- المنفصل: (4-5) حركات (ياأيها).
ويلحق بالصلة الكبرة (به إنه) وصلاً.
- البدل: وشبه البدل حركتان فقط (ءامنوا)، (القرءان).
ب. بسبب سكون أصلي: المد اللازم: 6 حركات:
- كلمي:
• مثقل: (الطآمة).
• مخفف: (ءآلئان).
- حرفي:
• مثقل: اللام من (الم).
• مخفف: الميم من (الم).
ج. بسبب السكون:
- بسبب سكون عارض:
• مد عارض للسكون (2،4،6)، (نستعين).
• مد لين عارض للسكون(2،4،6)، (قريش).
• متصل عارض للسكون (4،5،6): (جآء).
• بدل عارض للسكون (2،4،6)، (ءات).
الأسئلة
أ- [الأعراف:2].
ب- (قالَ أتُحآجُّونّى في الَّلهِ وَقَد هَدَانِ) [الانعام: 80]
ت- (ءَآلئَانَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدِين) [يونس: 91].
ث- (ءَآالَّلهُ أَذَنِ لَكُم أَم عَلَى الَّلهِ تَفتَرُونَ) [يونس:59].
1- ضع اشرة () أمام العبارة الصحيحة وإشارة (×) أما العبارة الغير صحيحة في ما يلي:
أ- المد الطبيعي ثابت في الوصل والوقف دائماً.
ب- المد الفرعي يتوقف وجوده على سبب، وتقوم ات الحرف بدونه.
2- المد الجائز المنفصل يمد في حالة الوصل فقط، أما عند الوقف فيزول سبب المد ويعود المد طبيعياً أو بدلاً. عرف كلا من: المد واتلقصر لغة واصطلاحاً؟
3- وازن بين كل زوجين من المدود التالية من حيث: المعنى، والحكم، ومقدار المد:
أ- البدل والشبيه باليدل.
ب- المتصل والمنفصل.
ت- الصلة الكبرى والصلة الصغرى.
ث- اللازم الكلمي واللازم الحرفي.
ج- العارض للسحون واللين.
4- عرف كلا من: المدود التالية مع ذكر مثال على كل منهما:
أ- مد الفريق.
ب- مد التمكين.
ت- كد العوض.
5- ما المقصود بالألفات السبع؟
6- رتب المدود ترتيباص تنازلياً بحسب قوتها مع بيان الدليل على ذلك؟
7- إذا إجتمع سببان للمد في حرف واحد فأي السببين يعمل به مع التمثيل؟
8- كم عدد الحروف الواقعة في فواتح السور مع بيان مقدار المد فيها؟
9- بين المد اللازم والمد العارض في الأيات الكرمية الآتية:
ت- (كِتَابُ أُنزِلَ فَلاَ يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِينَ)
ث- المد الجائز المنفصل إذا كام من كلمتين منفصلين لم يجز الوقف على الكلمة الأولى منهما.
10- علل ما يلي:
أ- يسمى المد الاصلي بالطبيعي.
ب- تسمية كل من المد الواجب المتصل والجائز المنفصل بهذا الاسم.
ت- إلحق مد الصلة الكبرى بالمد الجائز المنفصل.
11- من أي أنواع المد الطبيعي ما ورد في الأيات الكريمة التالية:
أ- (أُبَلّغُكُم رِسَالَاتِ رَبي وانا لكم ناصح أمين) [الاعراف:68].
ب- (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) [الانبياء: 88].
ت- والمرسلات عُرفاَ* فالعاصات عصفاً) [المرسلات: 1-2].
ث- (لاكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً) [الكهف: 38]
12- من أي أنواع المد الفرعي ما ورد في الأيات الكريمة التالية:
أ- (ثم كان عاقبة الذين أَسائوا السوأى أن كذبوا بئأيات الله) [الروم:10].
ب- (* يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) [الاعراف: 31].
ت- (فإذا جآءت الطآمة الكبرى) [النازعات: 34].
13- ما مقدار المد في كل من: المد الواجب المنفصل، المد الجائز المنفصل، مد البدل، المد العارض للسكون، المد للازم؟
14- عرف مد الفرق؟ وما سبب تسميته بذلك مع التمثيل؟
15- متى تمد حركة هاء الكنأية؟ ومتى تقصر؟
16- من مبحث مد الصلة وردت المصطلحات التالية:
مد الصلة الكبرى، مد الصلة الصغرى. سكون الصلة الكبرى. قصر الصلة الصغرى.
اشرح هذه لاالمصطلحات مبيناً المراد مع التمثيل لكل منها.
أولاً: تعريف المد:
المد لغة: الزيادة، قال تعالى: (يُمدِدكُم رَبُّكُم) [آل عمران: 125] أي: يزدكم، ومد الشيء أي: زاد فيه .
المد إصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف من حروف المد، أو بحرف من حروف اللين .
وعكس المد القصر، وهو الاصل، معناه في اللغة الحبي، وقصر الشيء على كذا: لم يجاوزه الى غيره، وهو ضد الطول .
أما القصر إصطلاحاً، فلة عدة معان هي:
1. إثبات حرف المد دون زيادة.
2. المد بمقدار حركة واحدة كما في مبحث هاء الكنأية.
3. المد بمقدار تحقق الحرف وذلك في حرف اللين حال وصله.
((وإذا أطلق القصر أنصرف الى ترك الزيادة التي فوق مقدار المد الطبيعي فحسب)) .
ثانياً: حروف المد:
حروف المد ثلاثة هي:
1. الألف الساكنة المفتوح ما قبلها نحو: (قَال) .
2. الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو: (يَقُولُ).
3. الياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو: (قِيلَ).
ويجمع الكل بالشروط المذكورة قوله تعالى: (نوحيهآ) [هود:49]، قال العلماء وإنما خصت هذه الحروف بالمد دون غيرها لأنها أنفاس قائمة بهواء الفم، وحركاتها في غيرها فلذا قبلت الزيادة بخلاف غيرها فإن لها حيزاً محققاً وحركاتها في نفسها فلم تقبل الزيادة .
وتسمى هذه الحروف (جوفيه) لخروجها ىمن الجوف. و(هوائية) لقيامها بهواء الفمظن و(خفيه) لخفاء النطق بها فهي أفى الحروف، وأخفاهن الألف ثم الياء ثم الواو .
ثالثاً: حرفا اللين:
أما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلها ومثالها (خوف) (الخير) (الفوز)، والألف توصف بالمد واللين، وهذا الوصف لازم لها لأنها لا تتغير عن سكونها ولا عن فتح ما قبلها، نحو (قَالَ) بخلاف الواو والياء فقد تتحركان نحو: (لتبلون) (ءاوى) (ولا) (ياأيها) (بيوتٍ) (يدى)، وقد يسبقها ما يخالفهما في الحركة نحو (موعدٌ)، (عليهم).
قال الحمزوري :
حروفه ثلاثة فعيها
من لفظ وأي وهي في نوحيها
والكسر قبل اليا، وقبل الواو ضم
شرط وفتح قبل الألف يلتزم
واللين منها اليا وواو سكنا
إن إنفتاح قبل كل أعلنا
رابعاً: الأصل في المد:
الأصل في المد ودليله من القرآن الكريم قوله تعالى: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا) [المزمل:4]، ويدل قوله تعالى (ورتل) على التمهل، والتمهل يقتضي المد .
ومن السنة النبوية: حديث موسى بن يزبد الكندي قال "كان ابن مسعود يقرىء القرآن رجلاً فقيراً الرجل: (انما الصدقات للقرآء والمساكين) مرسلة ، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها (إنما الصدقات للفقرآء والمساكين) فمدها" .
وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان يمد مداً"، وفي روأية سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كان مداً" .
ومن أقوى الأدلة: أن القراءة بالمد نقلها أئمة القراءة عمن أقرؤوهم عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلت عنهم بالتواتر حتى وصلت إلينا.
المبحث الثاني
أقسام المد
المد قسمان: أصلي وفرعي.
قال صاحب التحفة :
والمد أصلي وفرعي له
وسم أولاً طبيعياً وهو
ما لا توقف له على سبب
ولا بدونه الحروف تجتلب
القسم الأول
المد الطبيعي (الأصلي)
هو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب كلهمز أو السكون بل يكفي فيه وجود أحد حروف المد . نحو: (قالو)، (تجدوا)، (تجري)، (فيهآ).
ومن أسمائه: الطبيعي، والطبعي، والذاتي، والصيغة.
وسمي طبيعياً: لأن صاحبلاالطبيعة السلمية لا ينقصه عن حده ولا يزيد عليه ويتركه قد يخل بالمعنى، ومعنى طبعياً: أي فطرياً لأن الانسان بفطرته يدرك هذه الاضافة، وسمي اتياً: لأن ذات المد لا تتحقق إلا في هذه الحروف، وسمي بالصيغة: لأن صيغة حرف المد أي ذاته متأصل فيه المد، وسمي أصلياً: لأنه أصل لجميع المدود وسواه من المدود متفرعة عنه .
ومقدار المد الطبيعي حركتان.
والحركة هي مقدار قبض الاصبع أو بسطة بين الاسراع وبالتأني، وهو تقريبي ولا يضبط إلا بالمشافهة. ومن أحسن ما قيل في تقرير الحركة قول ابن الطحان (ت نحو 560 هـ): "ووزن الحركة في التحقيق نصف الحرف المتولد عنها" .
وقيل حده: أن يستمر جريان الصوت زمناً يفرق به بين حرف المد والحركة كالفتحة أو الضمة أو الكسرة ، فالحركتان تعادلان المدة الزمنية التي يستغرقها النطق بألف أو واو أو ياء بقراءة معتدلة، دون تطويل ولا إسراع.
أقسام المد الطبيعي:
للمد الطبيعي قسمان:
القسم الأول: المد الطبيعي الكلمي: وهو ما كان موجوداً في كلمة، وزله ثلاث حالات :
الحالة الأولى: أن يكون حرف المد ثابتاً وصلاً ووقفاً نحو الألف والواو والياء في (أنجاد لونني في)، (قالوا ربنآ)، (قالا ربنا)، سواء متوسطاً أم متطرفاً، ثابتاً في الرسم أم محذوفاً مثل: (هذا ربي).
الحالة الثانية: أن يكون حرف المد ثابتاً في الوقف دون الاصل، وذلك في الاحوال التالية:
1. مد العوض، نحو ألف: (عليماً")ط و (فتىً) وقفاً، وسيأتي الحديث عنه قريباً.
2. الالفاظ السبع وهي: (أنا) حيث وقعت في القرآن الكريم، و(لاكنا) [الكهف: 8] و(الطنونا)، و(الروسلا) و( السبيلا) [الاحزاب: 10،66،67]، و(سلاسلا) [الانسان: 4]، و(قواريرا) [الانسان:15]، والمقصود الأول، أما الموضوع الثاني: (قواريرا) [الانسان:16] فلا تثبت فيه الألف المتطرفة وصلاً ولا وقفاً.
وتضبط هذه الألفات في المصحف: بوضع صفر مستطيل كما في (أنا) للاشارة الى حكمها وهو: حذفها وصلاً وإثباتها وقفاً .
3. المدود التي تحذف حال الوصل لمنع التقاء الساكنين لوجود بعدها في كلمة أخرى وتثبت في الوقف نحو (وقالا الحمد) [النمل: 15]، (وما في الأرض] [طه:6]، (اتقوا الله) [الحشر: 18].
4. المد المنفصل عند الوقوف على حرف المد فيما يجوز فيه الوقف، نحو (بمآ أنزل) عند الوقوف على (بمآ).
5. الواو والياء كانتا متطرفتين متحركتين وقبلهما حركة مجانسة مثل: (وهو) (هي)، (يعفوا)، (تبتغي).
6. الالف في الاسم المقصور المنون تنوين فتح مثل (هدى، فتى، طوى) وأصل هذه الالفاظ أنها مختومة بألف مرسومة بصورة الياء ثم دخل عليها تنوين الفتح فإذا وقفنا عليها عليها زال التنوين ووقفنا بالالف.
كل ذلكيعد من قبيل المد الطبيعي الذي يثبت في الوقف دون الوصل.
الحالة الثالثة: أن يكون حرف المد ثابتاً في الوصل دون الوقف، ولك في:
1. مد الصلة نحو (يبده ملكوت)، (إنه هو) وسيأتي الحديث عنه إن شاء الله. أما في حال الوقف على هاء الضمير فتكون الهاء ساكنهولا مد فيها.
2. المد العارض للسكون، فإنه في حال الوصل مد طبيعي.
القسم الثاني: المد الطبيعي الحرفي: وهو ما كان موجوداً في واحد من الحروف الهجائية التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم مثل (طه) والحاء من (حم)، وينحصر هذا المد في خمسة أحرف مجموعة في (حي طهر) وهجاؤها على حرفين ثانبهاما حرف مد، فنقول-حا- ها- را- طا- يا-، وهذا المد ثابت في الوصل والوقف دائماً .
ومما يندرج ضمن المد الطبيعي الكلمي:
1. مد التمكين:
ويكون حال التقاء الواو المدية مع واو متحركة، أو التقاء الياء المدنية مع ياء متحركة، وله ثلاث صور هي:
1. أن تقع الياء المدنية بعد ياء مشددة مكسورة نحو: (حييتم) [النساء:86]، فيجب تمكين المد وتبيينه.
2. أت تقع الواو المدية قبل واو متحركة نحو (ءامنوا وعملوا) [البقرة:25]، أو أن تقع الياء المجية قبل ياء متحركة نحو (في يومين) [البفرة:203] فيجب عندئذ تمكين المد في الواو أو الياء الساكنيين بمقدار حركتين حذراً من الادغام أو الاسقاط .
3. أن تقع بعد ياء مكسورة نحو: (يحى ويميت) [آل عمران:156] فيجب تمكين المد عند النطق به .
4. ومقدار مد التمكين حركتان وهو مقدار المد الطبيعي: فإن كان المد في نحو(الامين) [آل عمران: 75] أو (النبين) [النساء: 69] فحكمه عند الوقف انه مد عارض للسكون، يجوز فيه القصر حركتين أو التوسط أربع حركات أو الاشباع ست حركات، أما في حال الوصل حركتان فقط ، وإن كان المد في: (يستحي أن) [البقرة: 26] فمقدار عن الوقف حركتان تمكين، وعند الوصل هو مد منفصل مقداره أربع حركات أو خمس.
2. مد العوض:
هو تعويض التنوين المنصوب والمفتوح ألفاً عند الوقف .
حكمه: وجوب المد مقدار حركتين، وتندرج فيه الصور التالية :
1. أن يكون حرف المد مرسوماً نحو: (علمياً)، (حكيماً).
2. أن يكون حرف المد غير مسروم نحو: (سوآء)، (ندآء).
3. ان يأتي في اسم مقصور نحو: (هدىً)، (فتىً).
4. ان يكون نون التوكيد الخفيفة التي ترسم تنوياً نحو: (وليكوناً)، (لنسفعا).
قال الشيخ سعيد العنيتأوي :
وَعَوِّضنْ تَنوينَ فتحٍ بالألف
وفي البَوَاقي سَكِّنَنْها إن تقف
أما تنوين النصب في نحو: (رَحمَةً)، (نِعمَةً) فيحدث حال الوقف، وتبدل التاء هاءً كما سيأتي في فصل الوقف.
القسم الثاني
المد الفرعي
تعريفه: هو إطالة الصوت بحرف من حروف المد زيادة على المد الطبيعي، ويتوقف وجوده على سبب من همزة أو سكون وهذا سبب لفظي ، ويسمى: المد المزيدي لزيادة مده عن مقدار المد الطبيعي.
وقد تقع الهمزة قبل حرف المد أو بعده في كلمة واحدة أو كلمتين، نحو (ءَادَمَ، (السَّمَآءِ)، (بِمَا أُنزِلَ)، (إنَّهُ أًنَا).
أما السكون فلا يقع إلا بعد حرف المد أو بعد حرف اللين، ولا يكون مداَ إلا إضا كان السكون بعد حرف المد أو حرف الليت في كلمة واحدة أو كلمتين، نحو (نَستَعِينُ)، (خَوفُ)، (الصَّآخَّةُ)، (الم).
قال الجمزوري :
والآخَرُ الفرعيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَببٍ كَهَمْزٍ أو سُكُونٍ مُسْجَلا
* والمد بسبب الهمز ينقسم الى ثلاثة أقسام هي:
1- البدل 2- المتصل 3- المنفصل، ويلحق بهذا القسم مد الصلة الكبرى.
* والمد بسبب السكون ينقسم إلى قسمين هما:
1- اللازم. 2- العارض للسكون.
أحكام المد الفرعي وأقسامه:
للمد الفرعي ثلاثة احكام:
الأول: اللزوم: وهذا الحكم خاص بالمد اللزم بأنواعه، وهو ما اتفق القراء على مده ومقداره.
الثاني: الوجوب: وهذا الحكم خاص بالمد المتصل، وهو ما اتفق القراء على مده وأختلفوا في مقداره.
الثالث: الجواز: وهذا الحكم للمد المنفصل والعارض للسكون والبدل، وهو ما اختلف القراء في مده ومقداره.
ويشار الى ان هذه التسمية: اللازم زالزاجب والجائز إنما هي النظر إلى القراءات المتعددة، لا بالنظر إلى الروأية الواحدة أو الطريق الواحد.
فالمد المنفصل سمي جائزاً لاختلاف القراء في مده ومقداره، فبعض القراء يقصره بمقدار حركتين، وبعضهم يمده أربعاً أو خمساً أو ستاً، ولا يعني ها جواز قصره قي روأية حفص من طريق الشاطبية، يل يتعين مدة بما ثبت في هذا الطريق بمقدار أربع حركات أو خمس.
قال إبن الجزري :
والمَدُّ لاَزِمٌ ووَاجِبٌ أتَى
وجَائِزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبتَا
فَلازِمٌ إِن جَاءَ بَعْدَ حَرفِ مَدّ
سَاكنُ حَالَيْنِ وبِالطُول يُمَدّ
وواجبّ إِن جَاءَ قبلَ همزةِ
متصلاً إن جُمِعَا بِكلْمَةِ
وجَائِزٌ إذا أَتَى مُنفَصِلا
أو عَرَضَ السُّكونُ وَقْفاً مُسجَلا
وقال الجزوري :
لِلْمَدَّ أحكَامٌ ثلاثةٌ تدومْ
وَهْي الوجوبُ والجوازُ واللُّزومْ
وفيما يلي تفصيل أحكام المد الفرعي وتبيين أقسامه:
القسم الأول: المد المتصل
هو أن يأتي الهمز بعد حرف المد مباشرة في كلمة واحدة سواء أكان الهمز في وسط الكلمة أم في آخرها. نحو (أولائك)، (السَّمَآء).
مقداره مده: أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فريق التوسط) وقفاً ووصلاً والوجهان معمول بهما، والتوسط المشهور والمقدم في الأداء . كما انه يجوز المد بمرتبة الاشباع وقدرها ست حركات، إذا كانت الهمزة متطرفة في نهأية الكلمة وموقوفاً عليها، نحو (يشآءُ)، (السَّمَآء).
يقول الإمام ابن الحزري في النشر "تتبعت قصر المتصل فلم أجد في قراءة صحيحة ولا شاذة" .
سبب التسمية: سمي متصلاً لاتصال حرف المد بالهمزة بعده في كلمة واحدة .
حكمه: الوجوب؛ لوجوب مده عند كل القراء زيادة على المد الطبيعي، مع إختلافهم في مقدار الزيادة، ولذا يسمى المد الواجب المتصل .
سبب المد: أن الهمزة تقيلة عند النطق بها لأنها حرف شديد جهري بعيد المخرج، فزيد في المد قبلها للتمكن من النطق بها على الوجه الصحيح، وقيل: إن حرف المد ضعيف خفي، والهمز قوي صعب، فزيد في المد تقوية لضعفه وصوناً له من ان يسقط عند الاسراع لخفائه وصعوبة الهمزة .
قال الجمزوري :
فواجب إن جاء همز بعد مد
في كلمة وذا بمتصل يعد
القسم الثاني: المد المنفصل.
هو ان يأتي الهمز بعد حرف المد بشرط انفصالها، بحيث يكون حرف المد في كلمة والهمز في أول الكلمة الثانية، نحو: (بِمَآ أُنزِلَ).
والانفصال نوعان :
1- حقيقي وهو ان يكون حرف المد ثابتاً في الرسم واللفظ نحو: (قُواْ أَنفُسَكُمْ).
2- حكمي وهو ان يكون حرف المد محذزفاًرسمياً لفظاً نحو: (ياأيها) (هّاأَنتُم) (هَاَلاءِ)، مع ملاحظة أنه لا يجوز الوقف على الجزء الأول منها أي على (يا) أو (ها) لأنها كلمة واحدة رسماً لا يفصل بعضها عن بعض .
مقداره مدة: أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فريق التوسط) والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا ان هو المقدم في الأداء وأشار إلى ذلك العلامة السمنودي بقوله : ".....خمساً وأربعاً وهذا أعدلُ".
سبب التسمية: سمي منفصلاً لانفصال حرف المد عن الهمزة، فكل منهما في كلمة منفصلة، ويسمى أيضاً: مد البسط لأنه يبسط بين الكلمتين بساطاً فيفصل به بينهما ، ويسمى كذلك: مد حرف بحرف، أو كلمة بكلمة .
حكمه: الجواز لجواز قصره عند بعض القراء، ولذا يسمى: المد الجائز المنفصل، مع العم أنه لا يجوز قصره لحفص عن عاصم من طريق الشاطبية، فمده من هذا الطريق واجب ، أي كالمد في المتصل: أربع حركات أو خمس حركات. وتسميته بالجائز لأنه يقرأ بالقصر من غير هذا الطريق .
تنبيه:
* يلحق بالمد المنفصل حكماً واسماً: مد الصلة الكبرى، وسيأتي الحديث عنه في موضعه.
* سبب المد المنفصل هو أن الهمزة جاءت بعد حرف المد، فحرف المد في كلمة والهمزة في كلمة، فإن وقف الكلمة الأولى زالت الزيادة على المد لانتقاء سببه وهو الهمز ويكون المد عندئذ طبيعياً مثل: (ما- أُنزل)، أو مد بدل إذا كان قبل حرف المد همزة مثل (وَجَآءُ وأَبَاهُم) [يوسف: 16]، أما عند الوصل فيصبح منفصلاً، وهذا يكون في المد الحقيقي، أما في الوصل والوقف، لعدم إمكان الوقف على الجزء الأول منه نحو (يَاأيهَا) كما تقدم.
قال الإمام الجزوري :
وجائز مد وقصر إن فصل
كل بكلمة وهذا المنفصل
هو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز ولا سكون، ويكون فيه حرف المد مبدلاً همزة ، نحو: (ءَادَمَ)، (أيماناً)، (أوتُوا) قال الجمزوري :
أو قدم الهمز على المد وذا
بدل كأمنوا وأيماً خذا
وقد خرج بهذا القيد- ليس بعده همز ولا سكون- المدود التالية: المتصل، المنفصل، اللازم، العارض للسكون.
مقدار مده: حركتان.
سبب التسمية: إبدال حرف المد من الهمز، فأصل مد البدل إجتماع همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو: (أَأْدم). وهذا هو أصل الكلمة فأبدلت الثانية ألفاً فأصبحت (ءَادَمَ)، لتتناسب مع حركة الهمزة الأولى طلباً للتخفيف ، ونحو (أوتُواْ)، (أيمَاناً).
حكمه: الجواز لجواز مده عند بعض القراء .
الشبيه بالبدل:
هو ان يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة، ولا يكون فيها حرف المد مبدلاً عن همزة ، ويسمى مد بدل تجوزاً لمجيئه على صورته، نحو (لَيَئُوسٌ) [هود:9] (الظَّمئَانُ) [النور:39]، (,َبَآءُو) [البقرة:61].
حلالات مد والبدل والشبيه به من حيث إثباته أو حذفه وصلاً ووقفاً :
الأولى: أن يثبت مد البدل وقفاً ووصلاُ نحو (أنبِئُونِي) [البقرة:31].
الثانية: أن يثبت مد البدل وقفاً لا وصلاً نحو (دُعَآءً)
ثالثة: أن يثبت مد البدل وصلاً لا وقفاً نحو (مَئَابٍ) [الرعد:29]، فالمد في الألف حال الوقف يكون مداً عارضاً للسكون لا مد بدل.
الرابعة: أن يثبت مد البدل عند الابتداء فقط، وذلك الهمزة الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع، نحو (انتُونِى) [الأحقاف:4]، (تؤتُمِنَ) [البقرة: 283] حيث تبدل الهمزة الساكنة حال الابتداء حرف مد كما سيأتي.
القسم الرابع: المد اللازم
هو ان يقع سكون أصلي بعد حرف المد، أو بعد حرف اللين في كلمة، أو حرف من حروف فواتح السور وصلاً ووقفاً ، نحو: (الضَّآلِينَ) هذا في كلمة، أما في حرف فنحو: (ق)، (ص).
أما إذا كان حرف المد آخر كلمة والسكوت الأصلي في كلمة أخرى، فيحذف حرف المد عند وصل الكلمتين ويمد مداً طبيعياً عند الوقف، وهذا من النوع الذي تقدم الحديث عنه إنه يثبت وقفاً ويحذف وصلاً نحو: (وَاستَبَقَا البَابَ) (وَقَالُواْ اتَّخَذَ)، (وَالمُقِيمِي الصَّلواةِ).
سبب التسمية: سمي لازماً للزوم سببه في حالتي الوصل والوقف، وقيل سمي لازماً للزوم مده عند كل القراء مداً متسأوياً بمقدار ست حركات إتفاقاً في الوقف والوصل إلا في حرف عين من فاتحتي مريم والشورى فإنه يجوز فيه الاشباع والتوسط، وسيأتي الحديث عن ذلك. وقد أشار إبن الجزري إلى مقدار المد اللازم بقوله :
فلازم إن جاء بعد حرف مد
ساكن حالين وبالطول يمد
حكمه: اللزوم، والفرق في التسمية بين اللازم والواجب إنما هو اصطلاحي، وأما بإعتبار المعنى اللغوي فلا فرق بينهما، فإنه لا يجوز أحدهما عند احد من القراء ولو قرأ بالقصر يكون ذلك لحناً جلياً وخطأ فاحشاً .
مقدار مده: مقدار اللازم يجمع أنواعه ست حركات.
أقسامه: يقسم الى قسمين: المد اللازم الكلمي والمد اللازم الحرفي، ويقسم كل منهما إلى مثقل ومخفف، قال الجزوري :
أقسام لازم لديهم أربعة
وتلك كلمي وحرفي معه
كلاهما مخفف مثقل
فهذه أربعة تفصل
القسم الأول: المد اللازم الكلمي، وهو نوعان:
النوع الأول: المد اللازم الكلمي المثقل:
هو ان يقع بعد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده، في كلمة واحدة ، نحو: (الضَّآلّيِنَ)، (الحَآقَّةُ)، (أتُحَاجُّونِى)، ولم يقع مثل للياء في القرأن الكريم .
سبب التسمية: سمي كلمياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة زلا يكون في كلمتين كما تقدم الحديث عن ذلك. ومثقلاً: لكون الساكن مدغماً (مشدداً) مما يؤدي إلى ثقل النظق به .
قال الجزوري :
فإن كلمة سكون اجتمع
مع حرف مد فهو كلمي وقع
كلاهما مثقل إن أدغما
..........................
ووجة المد لا يجمع بين الوصل بين الساكنين وهما ساكن المد والحرف الساكن بعده ولذلك زيد في المد .
تنبيه:
من هذا المد كلمتان يسمى المد فيهما بمد الفرق أيضاً وهما: (ءآللًّهُ) و (ءَآلذَّكَرَينِ) ويجوز فيهما التسهيل أيضاً وسيأتي الحديث عنه قريباً.
النوع الثاني: المد اللازم الكلمي المخفف
هو أن يقع بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم (مخفف) في كلمة واحدة . وذلك (ءَآلئَانَ) ولم يرد غيرها في القرآن الكريم، حيث جاءت في موضعين اثنين من سورة يونس في الأيتين (51،91)، ولا يوجد لهذا المد مثال آخر.
سبب التسمية: أن الساكن الأصلي وقع مع حرف المد في كلمة واحدة، ومخففاً لكون السكون غيؤ مدغم ولخفة النطق به لخلوه من التشديد .
قال الجمزوري:
..................................... مخفف كل إذا لم يدغما
حكمه: يمد مداً مشبعاً بمقدار ست حركات من باب المد اللازم ويسمى أيضاً: مد فرق، وفيه وجه آخر أن يقرأ بالتسهيل بين بين بدون مد، ويكون لك بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية، والمد هو المقدم في الأداء .
القسم الثاني: المد اللازم الحرفي:
يخص هذا المد بالحروف التي في فواتح بعض السور القرآنية، وحاصل مجموع هذه الحروف أربعة عشر حرفاً، وردت في فواتح تسع وعشرين سورة، مجموعة قي (صلة سحيراً من قطعك) أو (طرق سمعك النصيحة) أو (نص حكيم قاطع له سر) أو ( صح طريقتك مع السنة) .
سبب التسمية: سمي حرفياً لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد في حرف من حروف الهجاء الواقعة في فواتح السور.
حكم المد فيها: تنقسم الحروف التي في فواتح بعض السور من حيث المد وعدمه إلى أربعة أقسام :
1- ما لا يمد وهو مقصور دائماً بلا خلاف وهو حرف الألف، لعدم وجود حرف رالمد فيه، ويقرأ: (ألف).
2- ما يمد حركتين وهو ما كان هجاؤه ما كان هجاؤه على حرفين مصل (طه) وتقرأ: طاها، وهي خمسة حروف مجموعة في (حي طهر).
3- ما يمد ألابع حركات أو ستاً وهجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين، ولم يقع إلا في حرف (عين) من فاتحتي مريم والشورى، لأن وسط حرف لين لا حرف مد. والاشباع هو المقدم في الأداء.
4- ما يمد ست حركات بلا خلاف وهجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد، وهي سبعة حروف مجموعة في (سنقص لكم).
قال الجمزوري :
واللازم الحرفي أول السور
وجودة وفي ثمان إنحصر
يجمعها حروف كم عسل نقص
وعسن ذو وجهين والطول أخص
وما سوى الحرفي الثلاثي لا ألف
فمده مد طبيعي ألف
وذاك أيضاً في فواتح السور
في لفظ حي طاهر قي انحصر
ويجمع الفواتح الأربع عشر
صله سحيراً من قطعك ذا أشتهر
وينقسم المد اللازم الحرفي الى نوعين مثقل ومخفف، وفيما يلي بانهما:
النوع الأول: المد اللازم الحرفي المثقل
هو ان يقع بعد المد حرف ساكن سكوناً أصلياً مدغم فيما بعده ويقع في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف يتوسطه حرف مد، واما الحرف الثالث فسكونه أصلي وهو مدغم فيما بعده، نحو اللام من (الم) وتلفظ (ألف لام ميم) كل حرف منها هجاؤه على ثلاثة احر، ونحو السين من (طسم) وتلفظ (طا سين ميم).
وسمي مثقلاً لكون الساكن مدغماً مشدداً يثقل النطق به .
النوع الثاني: المد اللازم الحرفي المخفف
هو أن يقع حرف المد اللين حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مدغم فيما بعده .
ويشترط في هذا الحرف أن يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف يتوسط حرف مد أو حرف لين، وثالثة ساكن سكوناً أصلياً نحو: (ص)، (ن)، (الر)، عسق).
وسمي مخففاً لكون السكون الأصلي غير مدغم خالياً من التشديد .
تنبيه:
في قوله تعالى: (الم * الله لا اله الا هو) فاتحة آل عمران، حال وصل (الم) بما بعدها يتعين فتح الميم ويجوز في الياء منها وجهان هما:
1- ان تمد الياء في (ميم) ست حركات (ألف لآم ميم الله)، وهذا الوجه هو المقدم في الأداء .
2- أن تمتد الياء في (ميم) ست حركات (ألف لآم ميم الله).
أما عند الوقف عليها، فتمد الميم ست حركات مع التسكين، ومن أشبع المد فيها حال الوصل قال إن الميم فتحت لالتقاء الساكنين وهي حركة حادثة غير معتد بها فوجودها كعدمه، ومن قصر قال: المد إنما وجب في التقاء الساكنين ليفرق بينهما، وقد تحرك الساكن هنا فلا حاجة الى الاشباع لذهاب سبب المد اللازم وهو السكون .
القسم الخامس: مد الفرق
إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل، فإن همزة الوصل تبدل حرف مد، ويسمى هذا المد: مد الفرق، وهو من انواع المد اللازم لكون سكون الحرف الذي بعد حرف المد فيه أصلياً لازماً وليس عارضاً، سواء أكان مثقلاً نحو: (ءَآلذَّكَرَين) [الأنعام: 413و144]، (ءَآللهُ) [يونس: 59 والنمل:59]، أم مخففاً نحو: (ءَآلئَانَ) [يونس: 51 و 91].
قال الجمزوري :
واللين منها اليا ووأو سكنا
إن انفتاح قبل كل أعلنا
حكمه : حكم ةحرفي اللين عند الوقف هو حكم المد العارض للسكون، فيجوز فيهما الاشباع والتوسط والقصر، أي المد بمقدار ست حركات أو أربع أو حركتين هذا في حال الوقف.
أما في حال النطق الحرفي اللين عند الوصل فلا بد من القصر، والقصر هنا سلب العد لكلية أي حذف المد منهما مطلقاً بحيث يكون النطق بهما كالنطق بالحروف الصحيحة بمقدار الحرف فقط.
القسم السابع: مد الصلة
وهو خاص بهاء الكنأية، وهي الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب ، والأصل فيها الضم إلا أن يقع قبلها كسر أو ياء ساكنة فتكسر.
خرج بهذا التعريف : الهاء الأصلية نحو: (نَفقَهُ) و (وَجهُ)، والهاء الدالة على الواحدة المؤنثة نحو: (أهلِهَآ)، والدالة على التثنية نحو: (عَلَيهِمَا)، والدالة على الجمع نحو: (عَلَيهِم).
حالتها : تقع هاء الكنأية في الاسم والفعل والحرف، ولها حالات أربع:
1- أن تقع بين ساكنتين نحو (وَءَاتَينَاهُ الإِنجِيلَ) [المائدة:46] وليس فيها إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما تحرك بحركتها فقط.
2- أن يقع قبلها متحرك وبعدها ساكن نحو (لَهُ المُلكُ) [التغابن:1]، وليس فيها هناك إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما تحرك بحركتها فقط.
3- أن يقع ساكن وبعدها متحرك نحو (فِيهِ هُدىً) [البقرة:2] و (مِنهُ ءَأياتٌ) [آل عمران/7)وليس فيها إلا القصر (عدم المد على الاطلاق) وإنما ترحك بحركتها إلا في موضع واحد من سورة الفرقان، وهو قوله تعالى: (وَيَخلُد فِيِه مُهَاناً) [الفرقان: 69]، حيث قرأها حفص بمد كسره الهاء بمقدار حركتين، مد صلة، والسبب الحقيقي للمد هنا التلقي والروأية حيث خالف حفص قاعدته في هذا الموضع وتابع قراءة ابن كثير المكي.
4- أن تقع بين متحركين نحو: (إنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصيراً) [الانشقاق:15)، وفي هذه الحالة توصل الهاء بوأو لفظية مدية في الوصل إذا كانت مضمومة بعد ضم نحو: (وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ) [التوبة:105] أو فتح نحو: (فيُضَاعِهُ لَهُ) [ الحديد: 11]، أو توصل بياء لفظية مدية في الوصل إذا كانت مكسورة ولا يكون ما قبلها إلا مكسوراً نحو (بِهِ بَصِيراً) فتمد في هذه الحالة بمقدار حركتين كالمد الطبيعين وسمي مد الصلة لانه لا يتحقق إلا حال الوصل، ولأن هاء الضمير توصل بوأو أو ياء مدية حال الوصل.
وقد أشار الإمام الشاطبي إلى هذا الحكم بقوله :
ولم يصلوا ها مضمر قبل ساكن
وما قبله التحريك للكل وصلا
ويستثني من هذه الحالة أربعة مواضع :
1و2- (أَجِه وَأَخاهُ) [الاعراف:111، والشعراء:36]، قرأها حفص بالإسكان وصلاً ووقفاً، ويسمى سكون الصغرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة صغرى.
3- (فَأَلقِه أيهم) [النمل: 28]، قرأها حفص بإسكان الهاء وصلاً ووقفاً، ويسمى سكون الصلة الكبرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة كبرى لوقوع الهمز بعدها.
4- (يَرْضَهُ لَكُمُ) [الزمر: 7]، قرأها حفص بالقصر أي بضم الهاء فقط دون صلة ويسمى قصر الصلة الصغرى.
وأما كلمة (وَيَتَّقهِ) [النور: 52]، فقرأها حفص بالقصر لأن القاف ساكنة وما بعدها متحرك، فهي من الحالة الثالثة لا مد فيها على الاطلاق.
واستثنى من كسر هاء الكنأية الواقعة بعد ياء موضعان، ضم حفص فيهما الهاء بدلاً من كسرها وهما: (وَمَآ أَنسَانيهُ إِلاَّ) [الكهف: 63] و (عَلَيهُ اللَّهَ) [الفتح:10].
ويلحق بها الكنأية، الهاء في اسم الإشارة للمفردة المؤنثة نحو (وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ) [الانعام:138] إذا وقعت بين متحركين تزصل بيان لفظية حال الوصل لوقوعها بعد كسر .
وهذا في عموم القرآن الكريم، قال الإمام إبن بري في الدرر اللوامع :
وهاءُ هذه كهاءِ المُضمَرِ
فَوَصْلُها قَبلَ مُحرَّكٍ حَرِي
أنواعه: مدّ الصلة نوعان:
1- مد الصلة الكبرى: وهو مد فرعي متوقف على سبب، وهو أن يقع بعد هاء الكنأية المتحركة الواقعة بعد متحرك همزة نحو (إِلى أهِلِه إِلآَّ أن يَصّدَّقُواْ) [النساء: 92] فعندئذ تمد أربع حركات أو خمساً إلحاقاً بالمد المنفصل، فتقرأ: (إلى أهلهي إلاّ).
2- مد الصلة الصغرى: وهو ان تقع هاء كسراً مقدار حركتين نحو: (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَيِيِراً) [الإسراء: 30]، فتقرأ (إنهو كان بعباهي خبيرا) ، ونلاحظ أنها وصلت بوأو مدية متولدة عن الضمة، وبياء مدية متولدة عن الكسرة.
المبحث الثالث
مراتب المدود
قال الشيخ السمنودي :
أقْوَى المدودِ لاَزِمٌ فَما اتَّصَل
فَعَارِضٌ فَذُو انفِصالٍ فَبَدَلْ
ثُمَّ الطبيعيُّ وَلِينٌ يا فتَى
واللينُ أضعف المدود قد أتى
تتفأوت مراتب المدود قوة وضعفاً وذلك تبعاً لتفأوت أسبابها. فالمدود ليست بدرجة واحدة بل منها القوي والضعبف ويعرف ذلك من مقدار المد المد وعدد الحركات فيه، فأقواها اللازم لأنه يمد ست حركات، ويليه المتصل الذي يمد حركتين أو أربعاً أو خمساً أو ستاً، ثم البدل الذي يمد حركتين أو أربعاً أو ستاً، المقادير في المد للقراء العشرة، وهذه قاعدة في الترتيب لا بد تالانتباه إليها . ويترتب عليها ما يلي:
أولاً: إذا إجتمع سبباً مد في حرف واحد فلا يخلو من ان يكون أحدهما ضعيفاً والآخر قوياً فعندئذ يعمل بالسبب الأقوى ويلغي الضعيف مثل: (ءَآمّيِنَ) [المائدة:2] اجتمع في الألف مد البدل مع اللازم فيعمل، وفي (بُرَءَاؤُاْ) [الممتحنة: 4) اجتمع في الألف متصل وبدل، فيعمل بالأقوى وهو المتصل، وفي (مُستَهزِءُمنَ) [البقرة:14] وقفاً اجتمع عارض للسكون وبدل، فيعمل بالعارض لأنه أقوى، وفي (رَءَآ أيدِيَهُم) [هود: 70] اجتمع مد منفصل ومد شبيه بالبدل في الألف حال الوصل، فيعمل بالأقوى وهو المنفصل، أما حال الوقف فالمد شبيه بالبدل.
ثانياً: إذا اجتمع من نوع واحد في أيه واحدة، كمنفصلين نحو قوله تعالى: (إنمآ أمره إذآ أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) [يس:82] أو متصلين نحو قوله تعالى: (الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات روقا لكم) [البقرة:22] فيجب التسوية بينهما، لأن التسوية في ذلك من جمال التجويد.
قال ابن الجزري :
... ... ... ... ... ...
واللفظ في نظيره كمثله
ثالثاً: إذا اجتمع مدان أحدهما متصل والآخر منفصل بصرف النظر عن تقدم أحدهما على الآخر ولم تكن همزة المتصل متطرفة نحو قوله تعالى: (قَالَ ياأدَمُ أَنبِئهُم بِأَسْمَآئِِهم) [البقرة:33]، جاز فيه وجهان:
فإن مد الأول أربع حركات مد الثاني أربع حركات، وإن مد الأول خمس حركات مد الثاني خمس حركات.
رابعاً: إذا إجتمع مع المتصل آخر همزته متطرفة ووقف عليه، نحو (فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشاء) [البقرة: 284]، جاز فيه أربعة أوجه :
1و2- اذ مد المتصل الأول أربع حركات جاز في المتصل متطرف الهزة أربع حركات أو ستاً.
3 و4- إذا مد المتصل الأول خمس حركات جاز في المتصل متطرف الهزة خمس حركات أو ستاً.
خامساً: إذا اجتمع مد منفصل همزته متطرفة موقوف عليه نحو: (ثم انتم هؤلآء) [البقرة: 85]، فتجوز الأوجه الاربعة السابقة أي: إذا مد المنفصل أربع حركات جاز في المتصل الموقوف عليه ان يمد أربع حركات أو ستاً، وإذا مد المنفصل خمس حركات جاز في المنفصل متطرف الهمزة عليه أن يمد خمس حركات أو ستاً.
سادساً: إذا إجتمع المد المنفصل مع المد العارض للسكون نحو (* فلا اقسم بموقع النجوم) [الواقعة: 75]، جاز فيه سته أوجه حال الوقف: إذا مد المنفصل أربع حركات أو خمس حركات جاز في العارض للسكون ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والاشباع، فيكون مجموع الأوجه الجائزة سته أوجه.
وكذلك إن اجتمع المد المنفصل مع العارض للسكون نحو: (أولآإِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [الحشر: 19]، جاز فيه الأوجه الستة السابقة.
سابعاً: إذا إجتمع اللين مع العارض للسكون فلا بد من أن يتقدم أحدهما على الآخر، ولا بد من أن يسأوي القوي الضعيف أو يعلوا عليه في مد، فإن إجتمع اللين العارض للسكون وتقدم عليه ووقف عليهما، نحو قوله تعالى: (لاَ رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ) [البقرة: 2]، فقيه ستة أوجه:
1 و 2 و3- القصر في اللين العارض حركتين، وعليه في العارض للسكون ثلاثة أوجه: القصر أو التوسط أو الإشباع.
4 و 5- التوسط في اللين أربع حركات وعليه يكون في العارض للسكون التوسط أو الإشبا
6-الاشباع في اللين ست حركات وعليه يكون في العارض للسكون الإشباع فقط.
فهذه أوجه سته مع السكون المحض، أما من حيث الوقف بالروم والإشمام فسيأتي في مبحثهما، وقد نظم أوجه هذه الحالة المحقق الشيخ مصطفى الميهي الاحمدي فقال :
وكُلُّ مَن قَصَر حرفَ اللين
ثلالثةُ تجري بِنَحْوِ الدِّينِ
وإن تُوَسِّطْهُ فَوسِّط أَشبِعَا
وَإِن تَمُدَّهَ فمُدَّ مُشْبِعَا
وكذلك إن تقدم للسكون على اللين ووقف عليهما، ففيه أيضاً ستة أوجه نحو قوله تعالى: (قَالَ لاَ يَنَالُ عَهدِى الظَّالِمِينَ* وَإِ جَعَلنَا البَيتَ) [البقرة: 124-125]هي.
1-القصر في العارض حركتين وعليه القصر في اللين.
2 و3- التوسط في العارض أربع حركات وعليه التوسط أو القصر في اللين.
4 و5 و6- الإشباع في العارض ست حركات وعليه الإشباع أو التوسط أو القصر في اللين.
وقد نظم أوجه هذه الحالة الشيخ على المنصوري رحمه الله تعالى فقال :
وكُلُّ مَنْ أشْبَعَ نَحْوَ الدِّينِ
ثلاثةٌ تَجْرِي بوَقْفِ اللِّينِ
ومَن يَرى قَصْراً فَبِالقَصْر اقْتَصَرْ
وَمَن يُوَسِّط أو قصَرْ
وهذا مع الوقف بالسكون المحض دون التعرض للوقف بأوجه الروم والإشمام.
وإذا أردت أن تتعرف على مزيد من الأوجه الجائزة في الأيات عند إجتماع المدود فيها، فلا بد من ان يكون عارفاً بجميع الوجوه الجائزة لكل مد، ثم وعملاً بقاعدة أقوى المدود وعلى طريقة الاحتمالات يمكن معرفة عدد الوجوه كما مر معنا، وإليك جدولاً يبين الأوجه الجائزة في كل مد:
المد اللازم، مقدار المد فيه (ست حركات فقط)، وحكمه لازم.
المد المتصل، مقدار المد فيه اربع حركات أو خمسة حركات وصلاً ووقفاً وحكمه واجب أو ست حركات وقفاً إذا كان الهمز متطرفاً وحكمه جائز.
المد العارض للسكون، واللين العارض للسكون ومقدار المد فيه حركتان أو أربع أو ست وحكمه جائز.
المد المنفصل والصلة الكبرى ومقدار المد فيه أربع حركات أو خمس وحكمه جائز .
مد البدل ومقدار المد فيه حركتان وحكمه جائز.
المد الطبيعي وما يلحق به مثل:
الصلة الصغرى
العوض
التمكين
ومقدار المد فيه حركتان وحكمه واجب.
• يشار في ضبط المصحف الى المد الزائد عن حركتين بهذه العلامة (~) وتوضع فوق الحرف الممدود.
المـــدود
حروف المد:
1. الالف الساكنة بعد فتح.
2. الواو الساكنة بعد ضم.
3. الياء الساكنة بعد كسر.
حرفا اللين:
1. الياء الساكنة بعد فتح.
2. الواو الساكنة بعد فتح.
أنواع المدود:
1. المد الاصلي (الطبيعي):
أ. مد طبيعي كلمي:
- ثابت وصلاً ووقفاً.
- ثابت وقفاً لا وصلاً.
- ثابت وصلاً لا وقفاً.
ب. مد طبيعي حرفي:
- حروف (حي طهر).
2. المد الفرعي:
وهو ما يتوقف على سبب:
أ. بسبب الهمز:
- المد المتصل: (4-5) حركات (الملائكة).
- المنفصل: (4-5) حركات (ياأيها).
ويلحق بالصلة الكبرة (به إنه) وصلاً.
- البدل: وشبه البدل حركتان فقط (ءامنوا)، (القرءان).
ب. بسبب سكون أصلي: المد اللازم: 6 حركات:
- كلمي:
• مثقل: (الطآمة).
• مخفف: (ءآلئان).
- حرفي:
• مثقل: اللام من (الم).
• مخفف: الميم من (الم).
ج. بسبب السكون:
- بسبب سكون عارض:
• مد عارض للسكون (2،4،6)، (نستعين).
• مد لين عارض للسكون(2،4،6)، (قريش).
• متصل عارض للسكون (4،5،6): (جآء).
• بدل عارض للسكون (2،4،6)، (ءات).
الأسئلة
أ- [الأعراف:2].
ب- (قالَ أتُحآجُّونّى في الَّلهِ وَقَد هَدَانِ) [الانعام: 80]
ت- (ءَآلئَانَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدِين) [يونس: 91].
ث- (ءَآالَّلهُ أَذَنِ لَكُم أَم عَلَى الَّلهِ تَفتَرُونَ) [يونس:59].
1- ضع اشرة () أمام العبارة الصحيحة وإشارة (×) أما العبارة الغير صحيحة في ما يلي:
أ- المد الطبيعي ثابت في الوصل والوقف دائماً.
ب- المد الفرعي يتوقف وجوده على سبب، وتقوم ات الحرف بدونه.
2- المد الجائز المنفصل يمد في حالة الوصل فقط، أما عند الوقف فيزول سبب المد ويعود المد طبيعياً أو بدلاً. عرف كلا من: المد واتلقصر لغة واصطلاحاً؟
3- وازن بين كل زوجين من المدود التالية من حيث: المعنى، والحكم، ومقدار المد:
أ- البدل والشبيه باليدل.
ب- المتصل والمنفصل.
ت- الصلة الكبرى والصلة الصغرى.
ث- اللازم الكلمي واللازم الحرفي.
ج- العارض للسحون واللين.
4- عرف كلا من: المدود التالية مع ذكر مثال على كل منهما:
أ- مد الفريق.
ب- مد التمكين.
ت- كد العوض.
5- ما المقصود بالألفات السبع؟
6- رتب المدود ترتيباص تنازلياً بحسب قوتها مع بيان الدليل على ذلك؟
7- إذا إجتمع سببان للمد في حرف واحد فأي السببين يعمل به مع التمثيل؟
8- كم عدد الحروف الواقعة في فواتح السور مع بيان مقدار المد فيها؟
9- بين المد اللازم والمد العارض في الأيات الكرمية الآتية:
ت- (كِتَابُ أُنزِلَ فَلاَ يَكُن في صَدرِكَ حَرَجٌ مِنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِينَ)
ث- المد الجائز المنفصل إذا كام من كلمتين منفصلين لم يجز الوقف على الكلمة الأولى منهما.
10- علل ما يلي:
أ- يسمى المد الاصلي بالطبيعي.
ب- تسمية كل من المد الواجب المتصل والجائز المنفصل بهذا الاسم.
ت- إلحق مد الصلة الكبرى بالمد الجائز المنفصل.
11- من أي أنواع المد الطبيعي ما ورد في الأيات الكريمة التالية:
أ- (أُبَلّغُكُم رِسَالَاتِ رَبي وانا لكم ناصح أمين) [الاعراف:68].
ب- (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) [الانبياء: 88].
ت- والمرسلات عُرفاَ* فالعاصات عصفاً) [المرسلات: 1-2].
ث- (لاكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً) [الكهف: 38]
12- من أي أنواع المد الفرعي ما ورد في الأيات الكريمة التالية:
أ- (ثم كان عاقبة الذين أَسائوا السوأى أن كذبوا بئأيات الله) [الروم:10].
ب- (* يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) [الاعراف: 31].
ت- (فإذا جآءت الطآمة الكبرى) [النازعات: 34].
13- ما مقدار المد في كل من: المد الواجب المنفصل، المد الجائز المنفصل، مد البدل، المد العارض للسكون، المد للازم؟
14- عرف مد الفرق؟ وما سبب تسميته بذلك مع التمثيل؟
15- متى تمد حركة هاء الكنأية؟ ومتى تقصر؟
16- من مبحث مد الصلة وردت المصطلحات التالية:
مد الصلة الكبرى، مد الصلة الصغرى. سكون الصلة الكبرى. قصر الصلة الصغرى.
اشرح هذه لاالمصطلحات مبيناً المراد مع التمثيل لكل منها.
حبيبه- مشرفة عامة
- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 09/09/2010
رد: الفصل الرابع :المد أحكامه وأنواعه المبحث الأول
السلام عليكم
الله يجزيك كل خير حبوب على الجهد الذي قمتي به ... ويجعله في ميزان حسناتك يا رب
لكن حبذا لو تجيزين في الدروس حيث يكون اقصر وفي نفس الوقت شامل .....
تقبلي مروري يا قمر
الله يجزيك كل خير حبوب على الجهد الذي قمتي به ... ويجعله في ميزان حسناتك يا رب
لكن حبذا لو تجيزين في الدروس حيث يكون اقصر وفي نفس الوقت شامل .....
تقبلي مروري يا قمر
ليال- مشرفة عامة
- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: الفصل الرابع :المد أحكامه وأنواعه المبحث الأول
جزاك الله كل خير ان شاء الله يكون في ميزان حسناتك
اشرف التيهي- مشرف عام
- عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 15/08/2010
العمر : 50
الموقع : هوت ميل
مواضيع مماثلة
» الفصل الأول مخارج الحروف وألقابها
» الرابع عن اقوال
» المبحث الثاني: أحكام الميم الساكنة
» المبحث الثالث: حكم النون والميم المشددتين
» الفصل الثاني الإستعاذة والبسملة
» الرابع عن اقوال
» المبحث الثاني: أحكام الميم الساكنة
» المبحث الثالث: حكم النون والميم المشددتين
» الفصل الثاني الإستعاذة والبسملة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين سبتمبر 02, 2013 11:03 pm من طرف Admin
» احـذر أن تنقـطع (1)
الخميس مايو 02, 2013 2:22 am من طرف محمد
» إحذر أن تنقطع
الخميس مايو 02, 2013 2:20 am من طرف محمد
» رجعنا من جديد
الأربعاء يناير 02, 2013 6:34 am من طرف Admin
» تصميم توقيع بالفلاش صوت وصورة
الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:30 pm من طرف محمد التيهي التياها
» وزراء جدد فى الحكومة المصرية
الخميس أغسطس 02, 2012 9:19 pm من طرف محمد
» معلمة سالوها لماذا لم تتزوجي .. ؟
الأربعاء أغسطس 01, 2012 11:16 pm من طرف محمد
» شات الموقع
الجمعة يوليو 20, 2012 10:55 pm من طرف Admin
» ملعقتا زيت زيتون يومياً تقيك من أمراض القلب
الخميس يونيو 21, 2012 12:23 pm من طرف محمد